الآباء المذعورين يصطحبون أطفالهم بعيدًا عن إحدى المدارس في بروكسل

شهدت إحدى ضواحي العاصمة البلجيكية، بروكسل، واقعة إطلاق نار خلال تعقب الشرطة خلية متطرفة على علاقة بهجمات باريس، ما أدى إلى مقتل مسلح على الأقل وإصابة 4 من رجال الشرطة، وهو ما دفع السلطات الأمنية إلى إغلاق محيط المنطقة وأمرت السكان بالتزام منازلهم وإجلاء أطفالهم من مدرسة ابتدائية محلية.


وقتل ضباط الشرطة على الأقل واحدًا من المسلحين الذي كان يحمل بندقية من طراز "أيه كيه 47"، خلال فرض حصار على أحد المنازل الآمنة في ضاحية فوريست في العاصمة البلجيكية، ولكن يظل اثنين من المشتبه بهم هاربين، وكانت الشرطة تستعد لاقتحام منزل يأوي المتطرفين في الضاحية الجنوبية من العاصمة البلجيكية، حينما فتح الرجال النار بواسطة البنادق الهجومية، ما أدى إلى إصابة عدد من الضباط بجروح، بحسب ما قاله المتحدث باسم الشرطة الاتحادية البلجيكية، إيريك فان دير سيبت، وتبين لاحقًا أن أربعة رجال للشرطة أصيبوا في واقعة إطلاق النار، من بينهم ثلاثة أصيبوا خلال تفقدهم المبدئي للعقار.


وأغلقت الشرطة المنطقة خارج ذلك المنزل، وأمرت السكان بالتزام منازلهم، مع إغلاق مدرسة ابتدائية محلية، ولم يتم تحديد هوية المسلح الذي أردته الشرطة قتيلاً عندما حاول الهروب من المنزل ورصده الضباط ممن كانوا على متن مروحية، وذكر مسؤولون بلجيكيون في وقتٍ لاحق أنه تم العثور على جثة داخل الشقة المحاصرة.


ولم يتضح ما إذا كان القتيل هو المشتبه به الثاني، أم هو نفس المسلح الذي لقي حتفه إثر تبادل لإطلاق النار داخل الحديقة، وتبقى هويته غير معروفة حتى الآن ولكنه ليس صلاح عبدالسلام، بحسب ما قال السيد فان دير سيبت، في إشارة إلى أحد المسلحين المتورطين في هجمات باريس، وحلقت مروحية أعلى أفراد القوات الخاصة، كما أحاط القناصة بالعقار الذي يشتبه في الاختباء بداخله رجال يعتقد أنهم على علاقة بهجمات باريس التي وقعت أحداثها في 13 تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي وأسفرت عن مقتل 130 شخصًا.


وأشار السكان المحليون إلى أن الشرطة أساءت التعامل في المداهمة، حيث ذكر أحدهم أن المسلحين كان لديهم من الوقت ما يكفي لبدء إطلاق النار ومن ثم الهرب، وأظهرت الصور أحد الضحايا وهو يتم تحميله داخل عربة إسعاف، ولكن لم يتبين ما إذا كان من صفوف رجال الشرطة أم المشتبه بهم، وذكر متحدث باسم الادعاء الاتحادي البلجيكي أن هذه العملية على صلة بهجمات باريس، ويقع المنزل الذي جرى مداهمته بالقرب من السكك الحديدية الرئيسية الواصلة بين باريس وأمستردام ومصنع أودي للسيارات.


كما كشف وزير الداخلية الفرنسي، برنار كازنوفا، أن وحدات الشرطة الفرنسية كانت مشتركة في الحصار أيضًا المفروض على ذلك المنزل، ويؤمِن المحققون أن الكثير من الخطط  والتجهيزات لهجمات باريس قد عكف عليها شباب من الفرنسيين والبلجيكيين وبعضهم قاتل في سورية، وذكرت وسائل الإعلام المحلية أن المداهمة قد جرى تنفيذها في حي الغابات القريب من مولينبيك، حيث يقطن الكثير من المتطرفين الذين يقفون وراء هجمات باريس، واللذان كان من بينهم صلاح عبدالسلام (26 عامًا)، والذي يقال إنه لاذ بالفرار عبر الحدود إلى بروكسل بعد ساعات من هجمات 13 تشرين الثاني/ نوفمبر قبل أن يختفِ تمامًا ويصبح في الوقت الحالي أحد أكثر المطلوبين في أوروبا.


وكشفت السلطات البلجيكية في كانون الثاني/يناير الماضي أنها عثرت على اثنين من الوحدات ومنزل مستخدمين من قِبل عبدالسلام ومشتبه بهم آخرين في الفترة التي سبقت وقوع الهجمات، ولكن أحد مصادر الشرطة البلجيكية قال إن عبدالسلام لم يكن هدفًا في المداهمة التي جرت، وأن  شريكه محمد عبريني لا يزال طليقًا هو الآخر.


ووجدت الشرطة بصمة للأصبع تتبع عبدالسلام داخل الشقة مع آثار متفجرات وأحزمة انتحارية محتملة ورسم لشخص يرتدي حزامًا كبيرًا، كما وجدت السلطات أيضاً آثارًا للحمض النووي الخاص ببلال هادفي، وأحد المسلحين الآخرين، بينما كانت الأماكن الأخرى شقة في شارلروا، وهي بلدة تقع جنوب العاصمة بروكسل، حيث يقع المطار الرئيسي، إضافةً إلى المنزل في قرية أوفيلي الريفية الواقعة بالقرب من الحدود الفرنسية.


وفي أعقاب هجمات باريس، فقد تم تأمين عاصمة بلجيكا، العضو في الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي، خشية وقوع أحداث متطرفة كبيرة هناك، كما حافظت بروكسل على حالة عالية من التأهب الأمني منذ ذلك الحين، مع دوريات عسكرية تجوب في مشهد معتاد، بينما وجد الجنود في شوارع وسط بروكسلمع استمرار العملية العسكرية في ضاحية فوريست.