مدينة النمرود الأثرية التاريخية

تعاني مدينة النمرود الأثرية التاريخية في العراق، من الدمار، وذلك عقب أن حولها تنظيم "داعش" إلى ركام، قبل خروجه من المدينة، بعدما استعادت القوات العراقية السيطرة عليها في منتصف نوفمبر/تشرين الثاني الماضي.

وتقع مدينة النمرود، في شمال العراق على مسافة 30 كلم إلى الجنوب من الموصل، وتعد أحد أهم المواقع الأثرية في الشرق الأوسط؛ إذ تشكل المدينة التي يعود تأسيسها إلى القرن الثالث عشر قبل الميلاد، أحد أشهر المواقع الأثرية في العراق مهد الحضارات. وتعتبر مهد الحضارة الآشورية وموطنًا لكنز يعد من أهم الاكتشافات الأثرية في القرن العشرين. وأوضح التقرير أن "داعش" تعمد تدمير التراث الثقافي في سورية والعراق وليبيا منذ عام 2014، وخلف وراءه 28 موقعًا أثريًا مدمرًا، وتعرضت بعض الآثار للنهب من قبّل الجهاديين، بغرض تمويل الإرهاب من خلال بيعها والتجارة فيها.

ومن أهم معالم نمرود الأثرية التي دمرها "داعش"، تماثيل الثيران المجنحة الشهيرة ذات الوجوه البشرية عند مدخل قصر النمرود، والتي يعتقد أنها كانت تحمي الملك من الشر. ولا يزال الخطر يحيط بالعاصمة الآشورية عقب مرور أكثر من شهر على خروج التنظيم الإرهابي منها؛ وأصبحت المدينة الأثرية عرضة للسرقة دون حماية من الدولة، التي مازالت في خضم معركتها مع "داعش".

وبدأ ذكر المدينة لدى علماء الآثار عام 1820، ثم جدّ علماء أجانب في استكشافها والتنقيب عنها في العقود اللاحقة، واكتشف خبير الآثار البريطاني أوستن لايارد مدينة نمرود في القرن التاسع عشر، ثم نشط عالم الآثار البريطاني ماكس مالوان في الموقع خلال الخمسينيات من القرن الماضي، واستلهمتها زوجته الروائية أغاثا كريستي في رواياتها، ومنها "جريمة في قطار الشرق السريع" و"جريمة في بلاد الرافدين".