تجربة المغرب

أشاد خبراء ومسؤولون مغاربة ودوليون من إفريقيا وأوربا بتجربة المغرب في مجال تعزيز موارده الطاقية من المصادر المتجددة الصديقة للبيئة، واعتبروا أن الإستراتيجية التي اعتمدتها الرباط في هذا المجال مكنت المملكة من الاضطلاع بمكانة رائدة في إفريقيا والشرق الأوسط.

وقال عبد القادر اعمارة، وزير الطاقة والمعادن والماء والبيئة، إن اعتماد المغرب لإستراتيجية طاقية جديدة منذ سنة 2009 مكّنته من تقليص مستوى تبعيته للخارج، والتي تقوم على تعزيز الموارد الطاقية المتجددة والأمن الطاقي في ظل المحافظة على البيئة والتنمية المستدامة.

وأشار اعمارة، الذي كان يتحدث في افتتاح ملتقى معرض الطاقات المتجددة “فولتوفولتاييكا”، إلى أن المغرب حرص في السنوات الأخيرة على تنويع مصادره الطاقية وتعزيز نجاعتها.

وقال وزير الطاقة والمعادن والماء والبيئة إن تنظيم هذه التظاهرة يأتي إطار سياق ملائم لظهور نموذج طاقي مستدام على المستوى الاقتصادي والاجتماعي والبيئي؛ وذلك تزامنا مع تنظيم قمة المناخ العالمية بالمغرب، كدليل على اهتمام الرأي العام الوطني والدولي بقضايا الطاقة وعلاقتها بالتنمية المستدامة، معتبرا أن هذا الملتقى سيكون مناسبة لتسليط الضوء على الإنجازات التي سجّلها المغرب، واستعراض مشاريعه المستقبلية في هذا الإطار.

وأكد المتحدث ذاته أن المغرب راكم مجموعة من النجاحات في مجال الاعتماد على الطاقات المتجددة، وقلص بالتالي من تبعيته الطاقية للخارج، وقال: “المغرب كان يتبع للخارج فيما يخص حاجياته الطاقية بنسبة 98 في المائة خلال سنة 2008، مع تسجيل زيادة بنسبة 6.5 في المائة على مستوى نمو حاجياته الطاقية”.

واستطرد قائلا: “من أجل تجاوز هذه النسبة وتقليصها إلى مستويات أقل، أطلق المغرب مجموعة من المشاريع المهمة في مجالات الطاقة الشمسية والريحية في العديد من مناطق المملكة”.

وأشار اعمارة إلى سنة 2016 شكلت العام الأول الذي بدأت فيه عملية تغذية الشبكة الكهربائية الوطنية بالطاقة الشمسية، من خلال محطة نور1 بورزازات والتي تصل طاقتها الإنتاجية إلى 160 ميغاواط.

وقال الوزير إن المغرب بصدد تطوير مجموعة من المحطات الطاقية الجديدة التي تعتمد على الطاقة الريحية الإضافية والبحرية، وسيواصل تشجيع المستثمرين المغاربة والأجانب الراغبين في الاستثمار في هذا القطاع الواعد.

بدوره، قال مصطفى الباكوري، مدير عام الوكالة المغربية للطاقة الشمسية (MASEN)، إن المغرب يواصل بثبات مشاريعه الاستثمارية في مجال الطاقات المتجددة، مؤكدا أن هذه الطاقة ستزداد مساهمتها في تأمين الحاجيات الطاقية للمغرب في المستقبل القريب.

وأثنى كل من جورج سيجورو سانشيز كاتب الدولة في الطاقة في البرتغال، وماليك الحسيني وزير الطاقة والماء بدولة مالي، وسعد الطيار الرئيس التنفيذي لهيئة كهرباء ومياه دبي، بالتجربة المغربية في مجال الطاقات المتجددة؛ وهو ما أكده محمد عبد الله أبو نيان، رئيس مجلس إدارة في أكوا باور، الذي قال إن المغرب أضحى يتوفر على خبرات هائلة في مجال الطاقات المتجددة تؤهله لكي يلعب دورا محوريا في القارة الإفريقية.

وأوضح أبو نيان أن توجه المغرب إلى تشجيع الاستثمار في الطاقات المتجددة هو ما جعله يسجل تقدما كبيرا في هذا المجال، على المستويين القاري والإقليمي، وقال: “الجميع يشيد بالتجربة المغربية في هذا المجال، نظرا لكون المملكة لا تقوم تجربتها على استيراد التقنية والمقاولين، بل إنها تسعى دائما إلى إدراج المنتج المحلي في مثل هذه الاستثمارات؛ وهو ما ينعكس إيجابا على التجربة المغربية في المجال”.