دبي – وام
حافظ سوق دبي العقاري على زخم النمو مدفوعا بحالة التفاؤل بين المستثمرين والمطورين بعد أن سجل 39802 تصرفا عقاريا خلال الفترة من مطلع العام وحتى نهاية شهر سبتمبر الماضي لتصل قيمة التصرفات الإجمالية إلى 162 مليار درهم، بحسب أحدث تقرير لدائرة الأراضي والأملاك.
وأوضح سلطان بطي بن مجرن مدير عام الدائرة أن هذه النتائج تحققت بفضل السياسات الحكيمة التي أقرها الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي والحزم التحفيزية التي صدرت مؤخرا لترسيخ مكانة الإمارة على قائمة أفضل الوجهات الاستثمارية.
وأضاف " لمسنا النتائج الإيجابية التي تمخضت عن هذه القرارات، حيث سادت مشاعر الطمأنينة بين مختلف الأطراف ذات الصلة في السوق، وستظل أصداؤها الإيجابية تتردد على المديين القصير والمتوسط من خلال إقبال فئات جديدة على الشراء لأغراض الاستخدام الشخصي أو الاستثمار ".
وقال ابن مجرن " مع اقترابنا من نهاية العام 2018، نتوقع أن يكشف السوق عن المزيد من المزايا الإستثمارية خاصة في ظل وجود المنافسة بين المستثمرين والحوافز التي تعلنها حكومة دبي لاستقطاب رؤوس الأموال التي تساعدها على المضي قدما في خططها الاستراتيجية ".
وتابع " وإذا أضفنا إلى ذلك اكتمال بعض مشاريع البنية التحتية التي تم الإعلان عنها في الأعوام القليلة الماضية لدعم استعدادات دبي لاستقبال معرض إكسبو 2020، نجد أن الأفق الاستثماري في دبي ينتظر موجة صاعدة سيتعزز معها الطلب على الوحدات السكنية والمساحات التجارية وحتى الأراضي في المشاريع الجديدة ".
وتشير الأرقام الصادرة عن إدارة الدراسات والبحوث العقارية في الدائرة إلى أن السوق استقبل خلال الفترة المشمولة بالتقرير 25473 مبايعة تجاوزت قيمتها 56.6 مليار درهم، فيما اقترب عدد الرهون من 11 ألف عملية بقيمة زادت على 86 مليار درهم بقليل، بينما كانت هناك تصرفات من فئات أخرى بلغ عددها 3486 تصرفا بقيمة 19.3 مليار درهم.
واستقبلت دبي خلال الأشهر التسعة الأولى من العام 27174 استثمارا قام بها 21605 مستثمرين بقيمة إجمالية بلغت نحو 50 مليار درهم لتكون انعكاسا للنمو المستدام الذي تنعم به الإمارة منذ سنوات حيث يتجلى ذلك من خلال التنوع الهائل في قاعدة المستثمرين من الإمارات ودول مجلس التعاون الخليجي والوطن العربي والعالم أجمع.
وفي المجمل، جاءت الاستثمارات من 163 جنسية منها 16 جنسية عربية و5 جنسيات خليجية، بينما توزعت الجنسيات الأخرى البالغة 142 جنسية على مختلف قارات العالم، في حين وجد عند النظر إلى الجنسيات العشر الأكثر إقبالا على الاستثمار في دبي أن مواطني الإمارات تنافسوا مع الهنود على المركز الأول ففي الوقت الذي تفوق فيها الإماراتيون بالقيمة المادية لحجم استثماراتهم بواقع 9.4 مليار درهم هي قيمة 4112 استثمارا وجد أن الهنود أجروا 4676 استثمارا وصلت قيمتها إلى 8.6 مليار درهم.
وفي المرتبة الثالثة، جاء السعوديون بعد استحواذهم على 1882 استثمارا اقتربت قيمتها من 3 مليارات درهم تلاهم الباكستانيون الذين دخلوا في 1851 استثمارا بقيمة 2.3 مليار درهم، فيما كانت المرتبة الخامسة من نصيب البريطانيين الذين أبرموا 1761 استثمارا بقيمة زادت على 3.4 مليار درهم، بينما جاءت المراكز الخمسة التالية على قائمة العشرة الأوائل عند المستثمرين من الصين ومصر والأردن وكندا وروسيا.
وأظهر مواطنو دول مجلس التعاون الخليجي إقبالا عاليا على الإستثمار في الأشهر التسعة الأولى من العام، حيث ذكر التقرير أن الجنسيات الخليجية سجلت 6681 استثمارا قام بها 4904 مستثمرين تجاوزت قيمتها 13.7 مليار درهم، حيث حل الإماراتيون على رأس قائمة الخليجيين الأعلى استثمارا في دبي تلاهم السعوديون، بينما كانت المراكز الثالثة والرابعة والخامسة للكويتيين والعمانيين والبحرينيين على التوالي.
وبالرجوع إلى الاستثمارات العربية في دبي، أظهر التقرير أن سوق دبي العقاري استقبل مستثمرين من 16 جنسية عربية بعد أن أبرم 2894 مستثمرا 3607 صفقات اقتربت قيمتها الإجمالية من 6 مليارات درهم، حيث تبين أن الأردنيين كانوا الأعلى إقبالا على الاستثمار في دبي بواقع 644 استثمارا أجراها 548 مستثمرا فاقت قيمتها 1.2 مليار درهم، فيما حل المصريون بالمرتبة الثانية عربيا من خلال 719 صفقة عقدها 623 مستثمرا تجاوزت قيمتها المليار درهم، بينما جاء العراقيون واللبنانيون في المرتبتين الثالثة والرابعة على التوالي.
وذكر التقرير أن 142 جنسية أجنبية اختارت دبي وجهة لاستثماراتها حيث قام 13821 مستثمرا بإبرام 16900 صفقة عقارية زادت قيمتها على 30.2 مليار درهم الأمر الذي يؤكد تنوع قاعدة المستثمرين ويشكل أحد الضمانات التي ساعدت سوق دبي العقاري في إثبات قدرته على منافسة الوجهات الأخرى من جهة وتعزيز ثقة المستثمرين في سوق دبي العقاري من جهة أخرى.
وكانت المراكز الأربعة الأولى للجنسيات الأجنبية الأكثر استثمارا في دبي لمواطني الهند وبريطانيا وباكستان والصين، إذ وصلت استثمارات الهنود للفترة إلى أكثر من 8.6 مليار درهم مسجلة فارقا كبيرا عن البريطانيين الذين حلوا ثانيا باستثمارات تجاوزت 3.4 مليار درهم.
وبلغت استثمارات الباكستانيين نحو 2.3 مليار درهم، بينما ضخ الصينيون 1.7 مليار درهم في السوق خلال الفترة المشمولة بالتقري، فيما استحوذت النساء على 7758 استثمارا من إجمالي استثمارات زادت قيمتها الإجمالية على 13 مليار درهم.
وبالنسبة لأعلى عشر مناطق من حيث عدد وقيمة التصرفات العقارية في سوق دبي خلال الفترة نفسها، لفت التقرير إلى تفوق منطقة الخليج التجاري التي استقبلت 2644 صفقة استثمارية وصلت قيمتها إلى 5.312 مليار درهم.
ومع أن مرسى دبي جاءت في المرتبة الثانية من حيث عدد الاستثمارات التي بلغت 1972 استثمارا إلا أنها تفوقت على الخليج التجاري بالقيمة الإجمالية مسجلة أكثر من 4 مليارات درهم بقليل، فيما كانت المراتب الثماني التالية لكل من مناطق البرشاء جنوب الرابعة والمركاض وورسان الأولى وجبل علي الأولى وبرج خليفة والثنية الخامسة والحبية الرابعة وأخيرا اليلايس 2.
وتصدرت مرسى دبي قائمة أعلى عشر مناطق من حيث عدد وقيمة الرهونات العقارية في سوق دبي لهذه الفترة لاستقبالها 736 تصرفا بقيمة 2.238 مليار درهم تلتها الثنية الخامسة مع 640 تصرفا قيمتها 1.356 مليار درهم.
كما برزت الخليج التجاري لاستقبالها 590 تصرفا زادت قيمتها على 3.7 مليار درهم لتتصدر القائمة من حيث حيث قيمة التصرفات، بينما كانت المراكز السبعة التالية لكل من منطقة جبل علي الأولى والبرشاء جنوب الرابعة وبرج خليفة والحبية الثالثة ونخلة جميرا والثنية الرابعة ثم الثنية الثالثة.