لم تجد لنفسها مكاناً وسط أدباء زمانها، أنهت دراستها الجامعية وسحبت لنفسها كرسياً فى سوق عمل لم ينتظرها، وبقت أجندتها فى وضع الاستعداد، كفتاة مصرية أصيلة خرجت للعالم، عاشت ما تعيشه "بنات مصر" من مواقف يومية لم تغيب عن أجندتها الخاصة بتفاصيلها التى دونتها على طريقتها الخاصة على أوراق احتفظت بها، لم تترك ما يشغلها دون أن تعبر عنه بوجهة نظرها التى دافعت عنها رغم إحباطات الجميع، حكت لأوراقها عن حكايات عاشتها، وأخرى عاشها الآخرون، حكت عن التهميش لها ولغيرها بكل أنواعها فخرج كتابها الأول بعنوان "ولاد البطة السودا".. "ولاد البطة السودا" هو اسم التجربة الجديدة التى تمردت بها "دينا عادل" على الواقع الذى يعانى منه شباب جيلها من تهميش من الحياة حولهم، اختارت الابتعاد عن الكبت والخروج بأفكارها على ورق جمعته داخل غلاف الكتاب الذى حكت من خلاله عن قصص من واقع الحياة."التفريق بين الولد والبنت فى المجتمع، تهميش الفتيات، تهميش الشباب فى العمل والتفكير، تهميش المجتمع لكل ما هو جديد" كانت موضوعات كتاب "ولاد البطة السودا" الذى يندرج تحت قائمة الأدب الساخر، الذى يحكى الواقع كما هو دون تجميل."الفكرة أنى خرجت اللى جوايا على ورق" هكذا بدأت دينا حديثها لـ"اليوم السابع" عن تجربتها مع الكتاب الذى ظهر مؤخراً فى أيدى الشباب.. وتقول: اعتدت تدوين ما أشعر به بلغة سهلة تعبر عنى، وكان الكتاب هو نتاج مجموعة من التجارب والحكايات التى عشتها بالفعل وعاشها من حولى.تكمل "دينا": الحكايات معظمها تتناول التهميش الذى يعيشه الشباب بشكل عام، تهميش قدرتهم على العمل، ودورهم فى مجتمعهم، تهميش دور الفتاة، تهميش الرأى والفكر وحرية التعبير، كلها حاولت توصيلها من خلال تجارب حقيقية وحكايات حدثت بالفعل بأسماء وصور أصحابها، لهذا حمل الكتاب عنوان "ولاد البطة السودا.. اللى هما إحنا". "اللغة العامية فى الأدب الساخر هى ما يصل لقلوب الشباب سريعاً.. وأرى أنها تشجع على إعادة الكتب لأيدى الشباب" هذا هو رأيها عن الكتابة باللغة العامية التى ظهرت فى معظم حكايتها داخل الكتاب."لكل من حاول إحباطى طظ فيك" كانت هى العبارة التى أنهت بها "دينا" كتابها، كما أنهت بها حديثها عن تجربة تحدت فيها الإحباط، وقررت نشرها لمن يهمه الأمر "واللى يحصل يحصل".