الناقدة المتخصصة في نقد الأدب الحديث الدكتورة ميساء الخواجا

قالت الناقدة المتخصصة في نقد الأدب الحديث الدكتورة ميساء الخواجا ان كثيرا من النساء يلجأن الى الكتابة الروائية دون توفر المقومات الأدبية اللازمة ويفتقرن الى الكثير من الأدوات الفنية والتقنية للكتابة الأدبية.

ونوهت خلال الأمسية التي نظمها نادي أسرة القلم الثقافي في الزرقاء، مساء أمس، للحديث عن أدب المرأة في المملكة العربية السعودية، الى اننا نلحظ ذوبان الحاجز الفاصل بين الواقع والمتخيل في معظم تلك الأعمال الروائية، حيث تبدو أشبه بالوثائق الاجتماعية التي تتناول فئة معينة من المجتمع ، كما لا يظهر الرجل في الرواية بل يحكى عنه، الأمر الذي يجعل الرواية تسير باتجاه وجهة نظر واحدة.

وأضافت ان كثيرا من الأعمال الروائية النسائية تتقمص فيها الكاتبة دور الشخصية الرئيسية وتقول على لسانها ما تؤمن به شخصيا، حيث تتبنى دور المدافع والمنافح عن قضايا المرأة مع تغييب للأصوات الأخرى في الرواية .

والقت الخواجا الضوء على بعض الأعمال الروائية النسائية التي تحتشد أغلبها بقضايا حقوقية أكثر منها قضايا انسانية، مشيرة الى ان العمل الروائي اذا بقي محاولة للصراخ سيخرج عن اطار الأدب، اذ يتعين على العمل الأدبي أن يكون عملا متكاملا يقوم على بناء سردي فاعل ومؤثر ويطرح نماذج انسانية متكاملة.

وقالت الدكتورة الخواجا ان الرواية السعودية بدأت تشهد حضورا واهتماما في النتاج الأدبي السعودي، مؤكدة ان الأدب هو الأدب بصرف النظر عن جنس كاتبه، سواء كان رجلا أو امرأة .

وأشارت الى ان تأخر ظهور روائيات سعوديات يرجع الى تأخر التحاق المرأة بالتعليم النظامي والذي بدأ عام 1959، حيث شهدت هذه الفترة بروز أعمال نسائية لكاتبات من خارج السعودية أو ظهور اعمال روائية تدور أحداثها في بيئات مغايرة تماما لبيئة ومجتمع السعودية.

بدوره، بين الشاعر والروائي أحمد أبو سليم في معرض تقديمه للناقدة الخواجا، ان هناك مجموعة كبيرة من الكاتبات اللواتي أثبتن وجودهن على ساحة الأدب، حيث يوجد عدد قليل من الكاتبات اللواتي تحررن من عقدة الرجل، وانطلقن ليحملن على كواهلهن أعباء المجتمع، ذكورا واناثا، وخرجن بذلك من لعنة ما يسمى الأدب النسوي.

وأكد خلال الأمسية التي حضرها رئيس النادي الشاعر صلاح أبو لاوي وجمع من الكتاب والشعراء والمهتمين ان الأدب هو الأدب، حيث لا بد أن يحمل على عاتقه كل المجتمع بكامل تفاصيله كي يحرر المجتمع من عقده ويلفت النظر الى قضاياه، وهو بذلك يخوض حربا لا مرئية أحيانا.