الروائي الإماراتي علي الحميري

استضاف اتحاد كتّاب وأدباء الإمارات في أبوظبي، مساء أمس الأول الاثنين ، في مقره في المسرح الوطني الروائي الإماراتي علي الحميري في أمسية بعنوان: "حكايتي مع الحكاية"، وقدّمت الأمسية الكاتبة آن الصافي . 

تحدث الحميري عن تجربته في مجالي الرواية والقصة القصيرة، وتوقف عند أبرز المحطات التي مرت بها وقدّم نماذج من الإسهامات الأدبية وعلاقتها ببيئة الكاتب وواقعه .
وأكد القصة أياً كانت بالفصحى أو غير مكتوبة، فطرة إنسانية، وفيها عبرة كبيرة للبشرية، وإن لم تكن كذلك فهي مفرغة من محتواها، وقد بدأت القصة كعلم من العلوم، ومنبع العلم يرتكز على ثلاث ركائز، هي: سمعت، رأيت، قرأت، مشيراً إلى أن حكايات الجدات كانت اللبنة الأولى التي بلورت كتابة القصة والرواية في مخيّلته، حيث كان يستمتع، في صغره، بسماع "الخراريف" التي كانت ترويها الجدات . 

وأشار إلى أنه طرق في كتاباته موضوعات، ولم يقتصر على النزعة المحلية، لأنه يميل، كما يقول إلى الكتابة عن الإنسان في كل مكان، وقال: سيجد القارئ في كتاباتي الكثير من المحليات وبخاصة في روايتي "الداسيات"، حيث استعرضت فيها تجربة محلية مع الناس الذين عايشتهم، وسجلت فيها معاناة الإنسان واضطراباته، وهي في المجمل سرد ورصد لطبيعة المجتمع الذكوري "البيتي" في داس . 


ولفت إلى أن رواية "أميرة حي الجبل" رواية عاطفية لكنه عمل على أن تكون أكثر شمولاً لتؤرخ لتحولات المكان في حقبة معينة، ويضيف: وقد استغرقت مني عشرين سنة، وأعدت كتابتها وصياغتها مرات عدة، وكلما ظننت أني قد فرغت منها، وجدت نفسي غير راضٍ، وأن الزمن قد سبقني" .

وبخصوص تحويل الرواية إلى عمل درامي "اعتبر أن ذلك يعتمد على نباهة المخرجين ومهارتهم وقدرتهم على اقتناص النص القوي والمؤثر، لكن تحويل النص إلى الدراما لا يعني بالضرورة أنه الأفضل، في اعتقاده، فثمة العديد من النصوص المغمورة والمنسية التي لم تتح لها فرصة الظهور، وفي النهاية ما يبقى ويخلد هو العمل الإبداعي النافع" .

وطرح حبيب الصايغ سؤالاً عن المكان الروائي، هل هناك مكان روائي وآخر غير روائي؟ وكيف يصنّف الكاتب المكان الإماراتي؟ وأجاب الحميري أن الأماكن تختلف باختلاف تاريخها وحضارتها؛ فالمكان الذي يضم تاريخاً موغلاً في القدم يسّهل على الكاتب موضوعه، وعن المكان الإماراتي، قال إنه مكان متجانس، ولا يزال بكراً .