جامعة عجمان للعلوم

اختتمت فعاليات الدورة الرابعة لمؤتمر عجمان الدولي للبيئة، الذي عقد في مركز الشيخ زايد للمعارض والمؤتمرات في جامعة عجمان للعلوم والتكنولوجيا، بتوصيات مهمة تضمنت حصيلة ست جلسات شارك فيها خبراء وباحثون من مختلف أنحاء العالم، الذين عرضوا خبراتهم البيئية وتناولوا خلال جلسات اليوم الثاني أحدث التجارب والنتائج البحثية في أهم الجامعات والمراكز البحثية البيئية حول العالم.

وأكد المدير العام لدائرة البلدية والتخطيط في عجمان، يحيى إبراهيم أحمد، في تصريح له عقب حفل الاختتام، أن مؤتمر عجمان الدولي للبيئة الرابع أثبت نجاحه في خدمة البيئة والحفاظ على مواردها الطبيعية من خلال استقطابه نخبة من الخبراء والباحثين في هذا المجال، والذين تمكنوا من عرض وتقديم أوراق بحثية تعنى بالمشاكل التي تشوه البيئة، والعمل سويًا من خلال المؤتمر على وضع أسس الحلول والمقترحات التي تضمن بيئة خضراء أفضل، مشيدًا بجهود الجميع وكافة المشاركات التي ستسهم في تحقيق أهداف المؤتمر والذي يعكس شعاره الخاص بالابتكار الأخضر والمدن الذكية.

كانت جلسات اليوم الثاني لمؤتمر عجمان الدولي الرابع للبيئة ركزت على محور الإبداعات الخضراء، حيث ترأست جلسته الأولى الدكتورة نهلة أحمد القاسمي، عضو هيئة تدريس في كلية الهندسة في جامعة عجمان للعلوم والتكنولوجيا، وتطرق خلالها المتحدثون إلى كيفية استغلال التقنيات الحديثة والموارد في تسخير الطاقة المستدامة بالتنمية.
وتناولت البحوث مواضيع مختلفة مثل الإبداعات البيئية، والاستخدام الأمثل للمواصلات العامة، وتجربة النمو المستدام في منطقة الهيملايا قدمها المحاضر رافندر باتا، وكذلك دراسة بحثية لمنطقة شبه قاحلة، وإمكانية الحصول على بقعة كربونية صغيرة من خلال إدارة المياه بواسطة الطاقة المكثفة، وشهدت الجلسة أيضًا محور تجربة "الستارة الخضراء" الهادفة إلى تعزيز المواد التعليمية والتوعية بين أفراد المجتمع من أجل تحفيزهم على تطبيق ممارسات أكثر مسؤولية تجاه البيئة الخضراء.

وضمن جلسة ثانية في يومه الثاني، والتي ترأسها مدير إدارة الصحة العامة والبيئة في دائرة البلدية والتخطيط في عجمان، المهندس حميد المعلا، تناول المتحدثون مواضيع متعددة منها دراسة وتقييم الصرف الصحي، وتجارب فصل النفايات في الدول المتطورة، بالإضافة إلى تجارب أخرى مثل نهر الحراش في الجزائر كمثال على إعادة التخطيط العمراني والحفاظ على التراث الطبيعي والبيئة في المنطقة.

وشهدت جلسة المدن الذكية برئاسة المدير المؤسس لمختبرات "إس لاب سبيس" البروفيسور ستيفن ليهمان، لأبحاث الهندسة المعمارية والتصميم في جامعة بورت سميث في أستراليا، نقاشات وعروض قيمة تضمنت إمكانية إنشاء مدن ذكية من موارد معادة الصنع وطبيعية مع أمثلة حية لتجارب من عدة دول منها فنلندا والهند وبعض تجارب إعادة إحياء المناطق التراثية العربية.

وتناولت الجلسة الخامسة موضوع أفضل الممارسات برئاسة البروفيسور رياض الدباغ، المستشار في جامعة عجمان للعلوم والتكنولوجيا، التي شملت متحدثين من أندونيسيا، والأردن، وروسيا، والكويت، ونيجيريا، الذين أجمعوا على ضرورة ربط الإنتاج مع النمو الأمثل للموارد المستدامة والقدرة على إيجاد طرق بديلة ومستحدثة لزيادة الإنتاج دون تدمير البيئة.

وشهد المؤتمر تنظيم مسابقتين لطلبة المدارس والجامعات، حيث توجهت الأولى إلى طلبة المدارس لتشجيعهم على قراءة المواضيع ذات العلاقة بالبيئة احتفاءً بعام القراءة، أما المسابقة الثانية فكانت مخصَّصة لطلبة الجامعات، وتضمنت أبحاثًا علمية تطبيقية من قِبل الطلبة المشاركين حول البيئة، وابتكاراتهم حولها، ورؤيتهم المستقبلية للبيئة والتطورات المرتبطة بها.

وأوصى المشاركون في مؤتمر عجمان الدولي للبيئة في نسخته الرابعة، من خلال عرض الاقتراحات التي قدمها المتحدثون خلاله ضرورة اتخاذ مبادرات سياسية من قبل الحكومات لتعزيز النمو الأخضر، وتصميم برامج لترويج مصادر الطاقة المتجددة في الإمارة، إضافة إلى تقديم مبادرات لتعزيز الوعي بأهمية استخدام الطاقة الشمسية المتجددة وإعادة تدوير المياه والنفايات واستخدامها.

ودعا المتحدثون إلى أهمية قيام حكومة عجمان بتشريع استخدام الطاقة المتجددة لاسيما في المباني الجديدة بنسبة تتراوح بين5-10%، وأخيرًا العمل على فصل النفايات بدءًا من مراكز التسوق، وخلال حفل الاختتام للمؤتمر تم تكريم المشاركين من المتحدثين ومدراء الجلسات، والرعاة، والإعلاميين وتثمين جهودهم المبذولة التي ساهمت في إنجاح فعاليته، بالإضافة إلى المشاركين في كل من مسابقة المدارس وإعادة تدوير الإطارات ومسابقة تحدي الخور، ولفت الأنظار نحو القضايا البيئية التي تحتاج حلولاً ملحة، وطرح أفضل الممارسات الدولية الرائدة في هذا المجال.