تنطلق مباريات الأحد في الجولة الـ14 للدوري الإيطالي بمباراة تجمع كاتانيا مع ضيفه ميلان على ملعب إل ماسيمينو في جزيرة صقلية، وهي مباراة قد تبدو سهلة وصعبة للطرفين لكن المؤكد أنها مصيرية كثيرًا خاصة للفريق الضيف ومستقبل مدربه. كاتانيا لم يعد كاتانيا !! وكأن الفريق فقد دوافعه للتألق بعد سقوط جاره باليرمو للسيري بي، فأفيال صقلية الذين أنهوا الموسم الماضي في المركز الثامن وبأداء جعلهم يفوزون بجدارة بلقب الحصان الأسود يعيشون بداية موسم سيئة للغاية، إذ تعرض الفريق لثمانية خسائر ولم يحرز سوى انتصارين من مبارياته الـ13 ليحتل المركز الأخير برصيد 8 نقاط فقط. تلك البداية السيئة قيل أن أهم أسبابها رحيل اللاعبين عن الفريق وخاصة فرانشيسكو لودي وجيوفاني ماركيزي وأليخاندرو جوميز، لكن في النهاية دفع ثمنها المدرب رولاند ماران الذي أقيل بعد السقوط أمام كالياري وعُين بدلًا منه جيجي دي كانيو، ولكن النتائج لم تتحسن كثيرًا بإحراز الفريق 4 نقاط فقط من 5 مباريات، وقد سقط في الجولة الأخيرة أمام تورينو بأربعة أهداف مقابل هدف ... كل تلك الأسباب تجعل من استقبال ميلان المتراجع جدًا محليًا الفرصة الأفضل لكاتانيا لكي يبدأ عودته ويغير مساره في السيري آ، لكنها لن تكون بالمهمة السهلة خاصة للغيابات التي يعاني منها الفريق وخاصة الثنائي سيرجيو ألميرون وجونزالو بيرجيسيو. ميلان عاش أسبوعًا متناقضًا للغاية، بدأ بالتعادل المخيب أمام جنوى في سان سيرو ضمن الدوري الإيطالي وإضاعة ماريو بالوتيلي لركلة جزاء جديدة، ومن ثم احتجاجات وغضب الكورفا سود والحديث مع اللاعبين، ولكن وسطه شهد انتصارًا أوروبيًا رائعًا على سلتيك في اسكتلندا مما أنعش الفريق كثيرًا ومنح الجميع أملًا في أن تكون تلك نقطة العودة كما حدث في الموسم الماضي، لكن تلك النتيجة المهمة لم تمر دون خسائر فردية تمثلت بإصابة الثنائي إيجنازيو أباتي وروبينيو ليرتفع عدد الغائبين عن مباراة كاتاينا إلى 10 لاعبين، من ثم جاءت الأخبار الجيدة بعودة ستيفان الشعراوي للتدريبات الجماعية وإمكانية لحاقه برحلة صقلية، وأخيرًا تُوج الجدل والفوضى الإدارية بإعلان أدريانو جالياني رحيله عقب مواجهة أياكس أمستردام في دوري الأبطال، وبعد ساعات أعلن الرئيس سيلفيو بيرلسكوني بقاءه وكشف عن نظام إداري جديد للميلان يجمع جالياني مع باربارا بيرلسكوني لكن بمهام مختلفة لكل منهما. كل تلك الظروف المتناقضة ما بين السلب والإيجاب ستكون حاضرة دون شك في عقول اللاعبين والمدرب عند مواجهة كاتانيا في جزيرة صقلية، بجانب أشياء أخرى ستكون حاضرة في عقب المدرب ماسيميليانو أليجري خاصة وهي مستقبله وإنجاز فيليبو إنزاجي بقيادة فريق الشباب للدور الثاني من دوري أبطال أوروبا للشباب وتصريحات كلارنس سيدورف برغبته العودة للميلان والعمل في التدريب .... كل تلك الأفكار والظروف وغياب 10 لاعبين يجعل من الرحلة إلى صقلية معقدة وصعبة للغاية، لأن الفشل قد يعني ظهور مشهد النهاية أمام أليجري فيما الفوز سيمنحه فرصة لعب دور البطولة لأيام أخرى وتحديدًا حتى مواجهة أياكس في دوري الأبطال. ميلان يخوض اللقاء وسط غياب الرباعي الأساسي في خط دفاعه، ولذا تعد تلك فرصة مهمة لهجوم كاتانيا أن يستعرض عضلاته خاصة سرعة ومهارة بابلو بارينتوس وقوة ولمسة ماكسي لوبيز الأخيرة أمام مرمى ميلان، والذي سيغيب عنه الثنائي كريستيان أبياتي وماركو أميليا ليتواجد الشاب جابرييل ... مما يعني أنها ستكون مباراة دفاعية صعبة كثيرًا لميلان، إلا إن كان للبدلاء رأي مختلف. أليجري سيلعب مجددًا بخطة الشجرة التي نجحت كثيرًا أمام سلتيك، لكن هل سيمنحه دي كانيو فرصة تنفيذها بالشكل السليم؟ أي هل سيهاجم كاتانيا ويستحوذ على الكرة ويمنح ميلان المساحات اللازمة لشن الهجمات المرتدة بالتمريرات الطولية؟ أم سيكون ميلان مطالبًا بالهجوم المنظم وسيعتمد كاتانيا على الهجمات المرتدة مستغلًا سرعة لاعبيه؟ باعتقادي أن الشق الثاني سيكون الحاضر على أرض الملعب، ولذا سيكون اختبارًا مهمًا لإمكانية تطبيق خطة الشجرة بشكل مختلف وبتقدم اللاعبين للهجوم، وشخصيًا كنت أفضل وجود أليساندرو ماتري داخل منطقة جزاء كاتانيا ليضمن عمقًا هجوميًا جيدًا للفريق. التمريرات العرضية والكرات الثابتة تمثل مشكلة مهمة لدفاع ميلان، لكن تلك المشكلة ستكون ذو تأثير أكبر أمام كاتانيا خاصة بتواجد الثنائي نيكولا ليجروتالي ونيكولاس سبولي المتميزان كثيرًا في الكرات الهوائية، لذا يجب العمل على تفادي مثل تلك التمريرات بتقليل الأخطاء على حدود منطقة الجزاء وكذلك الركلات الركنية.