فى الوقت الذى تواصل فيه أكاديمية "لاماسيا" للشباب إمداد نادى برشلونه الأسبانى باللاعبين الصاعدين من أجل استمرار مسيرة أداء "التيكى تاكا" الجميل الذى يتميز به النادى الكتالونى فإن هناك العديد من المواهب الصاعدة دفعت دفعا لمغادرة جنة برشلونه سعيا وراء تحقيق ذاتها وبحثا عن النجومية فى أماكن أخرى بعد أن واجهت العديد من الظروف التى حالت دون تألقها فى النادى الإسبانى. "باولو ايكاردى" يعد من أبرز الاسماء التى غادرت برشلونه بحثا عن النجاح فالمهاجم الارجنتينى البالغ من العمر 20 عاما من مواليد نفس المدينة التى ينتمى اليها البرغوث ليونيل ميسى وانتقل الى جزر الكنارى الاسبانية مع عائلته فى سن السادسة ،وتمكن نادى برشلونه من ضمه الى صفوفه وهو فى سن الخامسة عشر بعد منافسة حامية من اندية ليفربول وارسنال وريال مدريد وفالينسيا واشبيليه من نادى ماسينداريو المحلى، وكان اللاعب الناشئ عند حسن الظن واصبح هدافا لفرق الناشئين فى برشلونه خلال اول عامين له فى النادى. غير أن الأمور لم تمض على مايرام تحت السطح ووجد الطريق مسدودا أمامه للصعود للفريق الاول وطلب مغادرة النادى فى يناير 2011 وتمت إعارته لنادى سامبدوريا الايطالى لمدة ستة أشهر ابلى خلالها بلاء حسنا ضمن فريق الشباب قبل أن يتم شراؤه نهائيا مقابل 400 الف يورو. واليوم اصبح ايكاردى أبرز هدافى النادى الايطالى ويقدر سعر اللاعب حاليا بمبلغ 15 مليون يورو وتفيد تقارير أنه فى طريقه لنادى انتر ميلانو فى موسم الانتقالات الصيفية. "إيزاك كوينكا" حالة مختلفة فاللاعب النحيل أثار إعجاب الجميع منذ ظهوره الأول مع الفريق الكتالونى فى كامب نو فى الموسم الماضى وبدا أنه عنصر مناسب تماما لأسلوب فريق برشلونة "التيكى تاكا" لما يتميز به من مهارة فى المراوغة وسرعة ودقة فى التمرير،غير أنه أصيب قرب نهاية الموسم باصابة فى الركبة اليمنى وكانت التقديرات تشير لابتعاده عن المشاركة لمدة 20 أسبوعا امتدت حتى ثمانية أشهر. وبعد فترة الابتعاد الطويلة تلك ومع انتصاف الموسم الحالى تقرر أن افضل شئ بالنسبة للاعب البالغ من العمر 21 عاما أن تتم إعارته حتى تسنح له فرصة للعب واستعادة المتسوى وبالفعل أعير فى شهر فبراير الماضى لمدة ستة أشهر لنادى أياكس الهولندى الذى يملك مدرسة شبيهة لمدرسة برشلونه من حيث الاعتماد على المواهب الشابة من أبناء النادى والاداء الجميل السهل الممتنع. "فيكتور فاسكويز" يمثل قصة أخرى حيث أنه يكاد يكون هناك إجماع على أن اللاعب من أبرز أبناء دفعة مواليد 1987 مع ليونيل ميسى وسيسك فابريجاس وجيرار بيكيه ، بل أن المهاجم فاسكويز كان من البراعة لدرجة أن كان له وكيل وهو فى التاسعة من العمر، بل أن البعض داخل برشلونه كانوا يعتبرون انه اكثر مهارة حتى من ميسى ، ونظرا لثقته الكبيرة فى نفسه اعتبر قائدا للمجموعة. ويقول فابريغاس"أذكر أن ميسى وفاسكويز كانا أمهر لاعبين فى فريقنا، وأحيانا كانا يتنافسان حتى فى عدد الأهداف التى يسجلها كل منهما فإذا سجل الأول أربعة أهداف فى مباراة تجد الثانى يسجل نفس العدد من الأهداف فى المباراة التالية". ولكن نظرا للعنة الاصابات وخاصة المشكلة التى عانى منها فى الركبة عام 2009 لعب فاسكويز ثلاث مباريات فقط مع الفريق الأول وبعد 14 عاما قضاها فى النادى قرر أن يبدا بداية جديدة فى نادى كلاب بروج البلجيكى فى صيف 2011، واليوم يقوم أساسيا بدور صانع الالعاب ورغم أنه يظل لاعبا ذو قدرات خاصة وهو فى سن 26 عاما إلا أنه مازال يعانى من مشكلات الاصابة ومع هذا يتردد أن نادى ملقا يفكر فى ضمه الصيف القادم. "فيكتور رودريغيز" استبعد من جنة البلوغرانا فى عام 2005 مع المدافع الايسر خوردى ألبا بدعوى ضآلة حجمهما، ويسعى اليوم اللاعب البالغ من العمر 23 عاما لتقديم أفضل المستويات لجعل مسئولى برشلونه يشعرون بالندم على قرارهم باستبعاده، وفى الوقت الذى عاد فيه آلبا إلى برشلونه بعد تألقه فى فالينسيا فإن رودريجيز انضم لنادى بادالونا الكتالونى وبعد ثلاث سنوات انتقل لنادى سرقسطة حيث انضم اليه مطاريد برشلونه ابراهام مونيرو وباكو مونتانيس وايدو اوريول ، ومنذ وصوله لسرقسطة الصيف الماضى فإن رودريغيز الذى يلعب فى الجناح الأيمن ومتوسط الهجوم والوسط المهاجم أصبح من أفضل صناع الألعاب فى الدورى الأسبانى خلال الموسم الحالى. "مارك فالينتى" حالة أخرى من دفعة 1987، فالجميع تنبأ بأن يحتل المدافع الصاعد مكانا ثابتا فى الفريق الأول فمنذ أن انضم لاكاديمية "لاماسيا" وهو فى العاشرة من عمره أصبح قائدا للفريق ولعب فى مختلف فرق الناشئين،غير أنه بخلاف مشاركة واحدة فى مباراة الكأس أمام بادالونا فى نوفمبر 2006 بدا أن اللعب للفريق الاول حلم بعيد المنال. وحين ضم برشلونه متوسطى دفاع جديدين هما جيرار بيكيه من مانشيستر يونايتد والارجويانى مارتن كاسيريس من فياريال فى صيف 2008 تفهم المعنى وانتقل إلى اشبيليه حيث قضى اغلب العامين التاليين على مقاعد البدلاء. وكان على اللاعب النحيل أن يغير الاجواء ليجد نفسه وبالفعل انتقل لنادى بلد الوليد فى الدرجة الثانية فى 2010 ولعب دورا مهما فى صعود النادى لدورى الاضواء العام الماضى وقدم مستويات متميزة خلال الموسم الحالى حتى اصيب مؤخرا بكسر فى عظمة الوجه فى مباراة بلباو. وأخيرا "أورول روميو" الذى انضم لبرشلونه وهو فى سن 13 عاما، غير أن الكثيرين يرون انه جمد علاقته مع النادى مبكرا بانتقاله الى الدورى الانجليزى فى اغسطس 2011 مقابل 35ر4 جنيه استرلينى، غير أن الحقيقة تؤكد انه كان خارج حسابات المدير الفنى السابق بيب غوارديولا وكان الخيار الرابع فى مركزه بعد سيرخيو بوسكيتس وخافيير ماسكيرانو وسيدو كيتا. وقد واجه روميو اوقاتا صعبة منذ انضمامه لتشيلسى خاصة بعد إقالة المدير الفنى أندريه فياش بواش ، وبعد أن بدأ يحصل على ثقة المدير الفنى المؤقت رافا بنيتيز فى أواخر العام الماضى ابتعد عن الملاعب حتى نهاية الموسم بسبب تمزق شديد فى اربطة الركبة. غير أن المستقبل مازال مفتوحا أمام اللاعب البالغ من العمر 21 عاما الذى مثل اسبانيا فى منتخب تحت 21 عاما والمنتخب الاوليمبى لكى يظهر إمكانياته الحقيقية فى ظل اهتمام عدد من الأندية لضمه ومن بينها فالينسيا وبى اس فى ايندهوفن الهولندى.