نددت شخصيات دينية إسلامية ومسيحية خلال مؤتمر صحفي بمدينة رام الله بماراثون القدس2013 الذي تعتزم إسرائيل تنظيمه الجمعة، معتبرين ذلك خطوة أخرى في سياسة تهويد المدينة المقدسة ومحو معالمها الحضارية. وطالب مفتي فلسطين الشيخ محمد حسين، وعضو الهيئة الإسلامية المسيحية لنصرة المقدسات الأب منويل مسلم، وأمين سر حركة فتح في القدس عمر الشلبي، دول العالم بمقاطعة الماراثون ورفض محاولات التهويد التي تمارسها إسرائيل في المدينة تحت غطاء توجيه عائداته إلى مرضى السرطان. ومن المقرر أن يشارك آلاف العدائين من أنحاء العالم في الماراثون الذي ينطلق من أمام مبنى الكنيست الإسرائيلي ويمر بالقدس الشرقية المحتلة، بما في ذلك جولة قصيرة داخل أحياء البلدة القديمة. إجراء مرفوض وأكد الشيخ حسين أن كل أبناء الشعب الفلسطيني في القدس يرفضون إجراءات الاحتلال فيها، مشددا على أن الماراثون "هدفه سياسي واضح، وأنه محاولة للتغطية على كل إجراءات الاحتلال المرفوضة في المدينة المقدسة". وطالب كل دول وشعوب العالم المحبين للسلام "بأن يكونوا مع القدس كمدينة للسلام وعاصمة أبدية للشعب الفلسطيني، لا يحق لغيرهم أن يمارسوا فيها أي نشاطات تحت أية ذرائع". من جهته أكد الأب منويل مسلم وقوف المسلمين والمسيحيين "كتفا بكتف وذراعا بذراع لقول: لا لتهويد المدينة، ولا لهذه المساخر، ولا لهذه الحفلات الراقصة، ولا لهذا المجون في القدس". وأضاف أن "الخطر داهم وبداية الرقص حنجلة"، متوجها إلى العرب بأن "الفأس قد وضعت على أصول كل المقدسات في القدس" وأن عليهم أن يحموا "القدس من الفأس وممن يحمل الفأس"، مناشدا بابا الفاتيكان القادم أن "يأخذ فلسطين والمسيحيين والمسلمين في هذه البلاد ويعطيهم كل حقوقهم، وأن يوجه نظر العالم إلى أهمية القدس والمقدسات ووجود المسيحيين في هذه الأرض". وخاطب الأب منويل المشاركين في ماراثون القدس بقوله "لا يمكن أن نسامحكم، ولن نسامح من صمت في الوقت الذي نريده فيه أن يتكلم ويقول لا لاحتلال القدس وإهانتها". أما أمين سر حركة فتح في القدس عمر شلبي فقال إن القوى والفعاليات الوطنية والإسلامية في القدس تقوم بأدوار وفعاليات مختلفة لرفض الماراثون، وتقابل بحملة استدعاءات مضادة من قبل الاحتلال. وشدد على أن "الماراثون يأتي في إطار سياسي بحت، وتحت ذرائع واهية، خاصة أنه سينطلق من أمام الكنيست ويمر من أطراف البلدة القديمة وباب الخليل ومنطقة باب العامود وأطراف الجامعة العربية للتأكيد على بسط السيادة الإسرائيلية على مدينة القدس". وكانت منظمة التحرير الفلسطينية قد دعت كل العدائين والداعمين لماراثون القدس 2013 إلى مقاطعته، بينما رأت أوساط رياضية فلسطينية أن مسار الماراثون يظهر "السياسات العنصرية" للحكومة الإسرائيلية. اندفاع للتهويد وفي حديثه للجزيرة نت على هامش المؤتمر، وصف الأب منويل إجراءات الاحتلال في القدس بأنها "اندفاع نحو تهويد القدس"، منتقدا الأصولية المسيحة في الغرب والسياسات الحكومية الغربية الخاضعة للتأثير الصهيوني والتي تسلم بإسرائيلية القدس وتندفع نحو إسرائيل، وتعتقد بأنه يمكن التلاعب بفلسطين وإيجاد حل من كانتونات. وشدد على أن القدس بمعالمها وتاريخها وحضارتها لا يمكن أن تُمحى كما يريد قادة إسرائيل، مؤكدا حاجة الشعوب الأوروبية إلى وقفة جادة لتغيير مواقفها. وأكد الأب منويل أن الذي يؤثر في هذه الشعوب بدرجة كبيرة هم الفلسطينيون المسيحيون الذين حققوا تغييرا هائلا في أوروبا من خلال لقاءاتهم مع أعداد كبيرة مع السياح القادمين لزيارة فلسطين، مؤكدا أهمية دفع الفلسطيني المسيحي لمخاطبة الغرب لأنه يحظى بتأثير هناك ويثق الغرب به. ومن جهته، قال الشيخ حسين للجزيرة نت إن أخطر ما في الماراثون هو "التهويد وتزوير الإنسانية وتطويعها لخدمة قضايا سياسية"، مشيرا إلى "محاولة تسويق القدس من خلال الرياضة على أنها إسرائيلية موحدة". وطالب مفتي فلسطين بموقف دولي وعربي وإسلامي واضح لأن القدس أرض محتلة، "ولا يكفي الرفض الفلسطيني رغم أنه حجر الزاوية في مواجهات الاحتلال".