القدس - أ ف ب
سيطرت اجواء المشاحنات والشتائم بين مشجعي فريق بيتار القدس المعروف بتشدده القومي وبنزعات عنصرية، وبين مشجعي فريق مدينة ام الفحم العربي خلال مبارة جرت مساء الثلاثاء في مدينة القدس على كأس الدولة العبرية. وجرت المباراة على استاد "تيدي كوليك" في القدس الغربية بين فريق بيتار القدس الذي يصنف في الدرجة الاولى بينما يصنف فريق ام الفحم من الدرجة الثالثة". وانتهت المباراة لصالح فريق بيتار القدس الذي سجل خمسة اهداف بلا مقاب، وبيتار القدس معروف بتعصبه القومي، وقد عوقب الفريق عدة مرات لتفوهه بعبارات عنصرية. وحضر من مدينة ام الفحم احد معاقل الحركة الاسلامية في اسرائيل، ومن مدن عربية مجاورة نحو الفي مشجع في حافلات كبيرة وفي سياراتهم الخاصة، وعند وصولهم بدأوا بقرع الطبول والنفخ في الزمامير، وقبل دخول البوابات بدأوا يهتفون "الله اكبر.. الله اكبر". وفي المدرج رفع ثلاثة من مشجعي فريق ام الفحم العلم الفلسطيني عند دخولهم، وانطلقت هتافات "بالروح بالدم نفديك يا فلسطين"... و"بالروح بالدم نفديك يا اقصى" مع قرع الطبول بهتاف تكبير، واعتقلت الشرطة رافعي العلم". وخصصت ادارة الملعب الجهة الشرقية من الملعب لمشجعي فريق "بيتار القدس" الذي انتشرت عند مداخله بسطات عليها سترات ولفحات باللون الاصفر والاسود وهي لون زي الفريق، وعليها شعار الفريق "الشمعدان والنجمة السداسية، بينما خصصت الجهة الغربية لفريق ام الفحم. وفي الملعب كانت تسمع صرخات مشجعي بيتار القدس يهتف بالعبرية "ام الفحم ابناء عاهرات و"عرب ابناء عاهرات" وشتائم بذيئة اخرى. وكان فريق بيتار القدس التمس من المحكمة التاديبة منع مشجعي ام الفحم من الوصول الى مدينة القدس، وما لبث ان سحب طلبه. وخصصت الشرطة اكثر من 500 شرطي بين حرس الحدود وشرطة خاصة من وحدات التدخل السريع، وخيالة الشرطة، واحضرت شاحنتين من شاحنات مصلحة السجون التي تتسع كل واحدة لنحو 60 معتقلا، وزعتهم عند كل جانب من المشجعين، اضافة الى سيارتي اسعاف. وينوي مالك فريق "بيتار القدس" اركادي غيدماك ضم اثنين من اللاعبين المسلمين سيحضرهم من جمهورية الشيشان الى صفوف فريق بيتار، الامر الذي اعترض عليه عدد من مسؤولي الفريق، وجمهور كبير من المشجعين وخلق اصداء عنصرية بحق الشيشانيين والمسلمين والعرب". ولم يخف مشجعو بيتار القدس مشاعرهم تجاه اللاعبين القادمين وقال موتي بطراي في الخمسينات من عمره ويضع قلنصوة المتدينين على راسه "لا نريدهم، لا نريد مسلمين او عرب لا نريد احد عندنا او بين صفوفنا". واضاف موتي" كيف يمكن لهم ان يلبسوا ملابس الفريق الذي يحمل شعار الشمعدان اليهودي المقدس، لا نريدهم هنا". وعند انتهاء الشوط الاول قاد موتي نحو مئة من المشجعين الشباب للصلاة في احد الممرات الداخلية لاستاد تيدي كوليك. اما طالب الثانوية العامة اليعيزر (18 عاما)الذي قدم من مدينة بيت شيمش شمال غربي القدس فقال "لن يصمد اي احد من اللاعبين الشيشان، لن يتحملوا البقاء هنا لشهر واحد وسيطيروا سريعا، افضل ان لا يحضروا". وعند بداية الشوط الثاني للمباراة، قام احد لاعبي فريق ام الفحم بالركوع في ارض الملعب للصلاة، وعندها جن جنون مشجعي فريق بيتار القدس الذي هب واقفا يصرخ بشكل هيستيري اخرجوا من هنا، وابناء عاهرات وانهالت واختلطت كل انواع الشتائم المختلفة. ما مشجعي فريق ام الفحم فكانوا عند خسارتهم لاحد الاهداف يقرعون الطبول عاليا ويهتفون" بالطول والعرض الشيخ.. رائد بملي الارض" في اشارة لرئيس الحركة الاسلامية من مدينة ام الفحم للشيخ رائد صلاح الذي حمل بعض الشباب صوره. وهتف شبان ام الفحم ايضا بالعبرية "بيتار القدس ابناء عاهرات..وغيرها من الشتائم المسيئة لهم". وقال احمد عرار من ام الفحم لوكالة فرانس برس "حقيقة لم ننتصر باهداف اللعبة ولكنا انتصرنا بحجمنا وتحجيمنا لفريق بيتار وجمدنا عنصريته خلال المباراة". وقال شاب اخر حسام (18عاما): "لم نحضر هنا لنربح فمستوى الفريقين مختلف ونحن نعلم ذلك، جئنا فقط لنربي مشجعي بيتار القدس". وحمل مشجعو بيتار القدس مساء السبت الماضي لافتات تقول ان بيتار "سيبقى طاهرا الى الابد" بمعنى لن يكون داخله مسلمين او غير يهود. وابعدت الشرطة 18 من مشجعي بيتار القدس عن الملعب قبل بدا المباراة واصدرت قائمة بمنع وصول 50 من المشجعين الى مكان المباراة، واعلنت الشرطة على ان كل من يطلق عبارات عنصرية ستطالب الشرطة بتشديد عقوبته من كلي الفريقين. وبعد انتهاء المباراة قامت الشرطة الاسرائيلية باخلاء مشجعي بيتار القدس من المدرجات والساحات الخارجية ولم تسمح لمشجعي ام الفحم الخروج الا عندما كانت الساحات خالية من اليهود حتى لايحدث اي احتكاك بينهم. ويشكل عرب اسرائيل نحو 20 بالمئة من سكان اسرائيل ويقدر عددهم باكثر من 3ر1 مليون شخص. وهم يتحدرون من 160 الف فلسطيني بقوا في اراضيهم بعد اعلان قيام دولة اسرائيل العام 1948. ومع انهم يحملون الجنسية الاسرائيلية، يعامل العرب في اسرائيل كمواطنين من الدرجة الثانية ويعانون من تمييز واضح ضدهم في فرص العمل والسكن خصوصا.