لندبات قاع بحر قزوين التي رصدتها ناسا

كشفت صور التقطتها وكالة ناسا عبر القمر الصناعي لاندسات 8 عن خطوط غامضة في المياة الضحلة في شمال بحر قزوين بالقرب من جزر تيولينيي في كازاخستان، حيث شوهدت آلاف من العلامات غير العادية بالقرب من الساحل في الصور، وفي محاولة لحل اللغز نشرت ناسا الصور في تغريدة للحصول على بعض الاقتراحات بشأن هذا اللغز، واقترح البعض أن هذه العلامات ربما تكون نتيجة دواسر الأعشاب البحرية أو الطحالب التي تنمو في المياة، في حين اقترح البعض أن تكون الندبات أثار ضرر خلفته سفن الصيد.

ويعتقد العلماء أنهم حلوا لغز هذه الندبات التي صنعها الجليد، حيث وجد الباحثون أن جليد فصل الشتاء الذي تشكل في بحر قزوين تشوه بفعل الرياح والتيارات ما خلق روابي خدشت قاع البحر أثناء تحرك الجليد، وأظهرت الصور التي التقطت في يناير/ كانون الثاني، كتل الجليد في نهاية هذه الخطوط في قاع البحر، وعندما يذوب الجليد يترك وراءه الندبات في قاع البحر.

وبيّن الأستاذ في جامعة لومونوسوف موسكو والذي درس الظاهرة الدكتور ستانيسلاف أوغوردوف " مما لا شك فيه أن هذه الخطوط والندبات نتيجة الخدوش بفعل الجليد"، ويتجمد بحر قزوين عادة فقط في فصل الشتاء مع تكون الجليد بسرعة في المناطق الشمالية حيث تنخفض درجة الحرارة لتصل إلى (-2 °C)، وتعتبر المياة حول جزر تيولينيي ضحلة جدًا حيث يقل عمقها عن 3 أمتار، ويعتقد الدكتور أوغوردوف أن الجليد الذي تشكل في المنطقة في فصل الشتاء يزيد سمكه عن قدم ونصف وبالتالي نادرًا ما يلمس قاع البحر، إلا أن الجليد يميل إلى أن يكون ضعيف جدًا بسبب الأحوال الجوية الدافئة نسبيًا في المنطقة ولذلك يصبح مشوه بفعل الرياح والتيارات في البحر، ما يجعل الجليد يندفع معا وهو ما يدفع الألواح للتحرك صعودًا وهبوطًا إلى الروابي، ومع درجة حرارة ( -20°C) تتجمد الروابي مرة أخرى في الحقول الجليدية.

وأفاد الدكتور أوغوردوف أن قعر هذه الروابي يصل إلى قاع البحر ويترك علامات عميقة وطويلة أثناء تحرك الجليد، ووجد أن بعض الندبات يصل عرضها إلى 5 أمتار وطولها إلى 200 مترًا، وهو ما يمكن أن يشكل خطر على أنابيب النفط تحت الماء التي تعبر بحر قزوين، وأوضح عالم المحيطات في مركز غودارد لرحلات الفضاء التابع لناسا الدكتور نورمان كورينغ، والذي رصد الندبات في صور الأقمار الصناعية أنه عندما فحص الصور من شهر يناير/ كانون الثاني تبيّن له أن الجليد هو المسؤول عن ذلك، مضيفًا " يمكن القول بأن هذه هي الحقيقة لأن العلامات من شهر يناير/ كانون الثاني لم تتحرك بحلول أبريل/ نيسان، وإذا كانت تلك من خصائص الماء فإنها لن تستمر خلال دورة المد الواحدة".