باريس ـ مارينا منصف
تدفق عشرات الآلاف من السياح الفضوليين من جميع أنحاء العالم إلى جزيرة "جبل القديس ميشيل" الخلابة ، واحتشدوا حول البقاع التاريخية الجميلة المحيطة بهذه الجزيرة على طول السواحل الفرنسية في سان مالو، السبت، على أمل رؤية أكبر حركة مد تحدث في القرن الـ21، والتي جاءت أقل من التوقعات.وتقع جزيرة "جيل القديس ميشيل" في منطقة "النورماندي" على الشمال من ساحل فرنسا، وتتسم هذه الجزيرة بأنَّها تضم قلعة منيعة محصنة يمتد تاريخها إلى القرون الوسطى.
وتوقع الزوار الفضوليون، مشاهدة ظاهرة مد، تُعد الأكبر خلال القرن الـ21، وراهنوا على مشاهدة حركة مد تتسبب في تكوين جدار من مياه البحر، تساوي ارتفاع مبنى من أربعة طوابق.
واحتشد السياح والسكان المحليين في المواقع المحيطة بالمعلم التاريخي الخلاب، بما في ذلك الجسر المؤدي للجزيرة الذي كانت تغطيه المياه بشكل جزئي نظرًا لارتفاع وانحسار حركات المد والجذر المتتالية.
وسافر السياح من مختلف بقاع العالم، إلى الساحل الشمالي لفرنسا، لرؤية أكبر حركة مد في هذا القرن، مع توقعات الخبراء بأنَّ ارتفاع المد قد يصل إلى ما بين 18 إلى 46 قدم فوق المعدل الطبيعي فوق سطح البحر، كأثر مترتب على ظاهرة كسوف الشمس المذهلة التي شهدها العالم.
وأوضح المتخصص في حركات المد والجزر، نيكولا بوفرو، أنَّ حركة المد جاءت أقل ببضع بوصات من التوقعات.
ويتحول جبل القديس ميشيل لفترة وجيزة إلى جزيرة عند ارتفاع المد، ولكن انخفاض المد يتيح للناس فرصة المشي على الجسر الممتد على طول الساحل حتى المنطقة التاريخية.
وتحدث الظاهرة التي تعرف بأكبر حركة مد في القرن، مرة واحدة كل 18 عامًا، نتيجة تضافر عوامل فلكية متعددة مثل اصطفاف كلًا من الشمس والقمر والأرض في خط واحد بشكل نادر، ما يخلق جاذبية هائلة على البحار والمحيطات، وفي كل مناسبة، يوفر جبل القديس ميشيل بيئة مذهلة لأولئك الذين يسعون لمشاهدة هذه الظاهرة.
وكانت الصور التي التقطت من الجو لهذه الظاهرة، رائعة بشكل لا يُصدق، وتُظهر جبل القديس ميشيل، الذي يقع على جزيرة صخرية، ويمتد تاريخه إلى القرن الحادي عشر، ينفصل عن الأرض الرئيسية بسبب تعرضه لأقوى حركة مد وجذر في العالم، ويجذب ما يقدر بنحو مليوني زائر سنويًا.
وكانت موجات المد العالية، تغمر المتفرجين على طول ساحل مدينة سان مالو الفرنسية، التي سرعان ما تتحطم على الواجهة البحرية المزدحمة.
وكانت حركة المد في الصباح عالية جدًا، واقتربت من مستويات الذروة ، بينما امتدت موجات البحر إلى ثمانية أميال، خارج الشاطئ، ولكن الطقس الهادئ قلل من خطر حدوث الفيضانات، وخذل بعض الزوار الذين جاءوا من بعيد.