عصير الشمندر

بيَّنت دِراسةٌ حديثةٌ أنَّ عصير الشَّمندر beet juice، الذي يحتوي على مُستوياتٍ مُرتفِعةٍ من النّترات nitrates، قد يُساعِد على تعزِيزِ قوَّة العضلات عند مرضى القلب.
يُحوِّلُ بدن الإنسان النّترات إلى أكسيد النّتريك nitric oxide، ممَّا يُساعِدُ على استرخاء أوعية الدَّم وتحسين عمليَّة الأيض (الاستِقلاب). وقد تبيّن للعلماء أن النّترات الغذائيَّة التي تُوجَد في الشَّمندر والخُضار الورقيَّة مثل السبانخ، تُعزِّزُ من أداء العضلات عند الرِّياضيين.
تفحَّصَ الباحِثون البيانات المتوفرة حول لاعبين رياضيين، خصوصاً سائقي الدَّراجات الهوائيَّة الذين استخدموا عصير الشَّمندر لتعزيز أدائهم الرياضيّ، واختبروا منافِع النّترات الغذائيَّة عند 9 أشخاص يُعانُون من فشل القلب، وهي حالة تجعل القلب يفقد قُدرته على ضخّ الدَّم تدريجيَّاً.
قدَّم الباحِثون عصير الشَّمندر المُركَّز للمرضى، ووجدوا بعد مُرور ساعتين، أنَّ قوَّة العضلات التي تبسّط الركبة، تحسنت بنسبة 13 في المائة، كما وجدوا أيضاً أنَّ المنفعة كانت في أعلى درجاتها عندما أدَّت العضلات حركات سريعة وأكثر قوَّةً، ولكن لم تُظهِر الاختبارات الأطول التي قاست إجهاد العضلات، أي تحسُّن في الأداء.
قالَ الباحِثون إنَّهم وبغرض المُقارنة، قدَّموا عصير الشَّمندر الخالي من النّترات للمرضى، إمَّا قبل أو بعد أسبوعين من تناوُل مُكمِّلات النّترات، وذلك كأساس لقوَّة العضلات عند كل واحد منهم.
قالت المُعدَّة الرئيسيَّة للدراسة الدكتورة ليندا بيترسون، الأستاذة المُساعِدة بكلية الطب في جامعة واشنطن: "كانت دراستنا صغيرة، ولكننا لاحظنا تغيُّرات مهمَّة في قُوَّة العضلات من بعد مرور ساعتين تقريباً من شرب عصير الشَّمندر؛ فمثلاً ازدادت قُدرة المرضى على القيام بالعديد من النَّشاطات اليوميَّة التي تحتاج إلى قوَّة العضلات، مثل النهوض عن الكرسي وحمل أكياس المُشتريات وصُعود الدَّرج، بمعنى آخر، تحسَّنت لديهم نوعية الحياة. نحن نرغب في أن يُصبِح المرضى أكثر قوَّة، لأنَّ القوَّة مؤشر مهمّ لأداء الإنسان المستقبلي، سواء كان يُعاني من فشل القلب أم السَّرطان أم حالاتٍ أخرى. بشكلٍ عام، يعيش الناس الذين يتمتَّعون يقوى بدنيَّة أفضل، لفتراتٍ أطول".
قيَّمَ الباحِثون منافِعَ مُكمِّلات عصير الشَّمندر عن طريق مُقارنة تأثيراتها على أشخاص مشاركين برنامجٍ من التمارين البدنيَّة.
قالَ أندريو كوغان، الأستاذ المُساعد في علم الأشعَّة في جامعة واشنطن: "أعتقدُ أنَّ مقدار التحسُّن في قوَّة العضلات من بعد شُرب عصير الشَّمندر، يُعادِلُ ما نراه عند مرضى فشل القلب الذين مارسوا تمارين المُقاوِمة لمدَّة تراوحت بين 2 إلى 3 أشهر".
قالَ الباحِثون إنَّهم سيعملون أيضاً على تفحُّص منافع النّترات عند كِبار السنّ الذين يُعانون من الضَّعف العضليّ.
قالَ كوغان: "يُعدُّ ضعف العضلات من أهم مشاكل الشيخُوخة، حيث تُصبِح أبطأ استجابة وأقلّ قوَّةً، وبعد تجاوُز سنّ مُعيَّنة، يفقد الإنسان حوالي 1 في المائة كل عام من وظيفة عضلاته؛ ونأمل في تعزيز قوَّة العضلات عند هذه الشريحة من البشر نظراً إلى المنفعة الكبيرة التي سيحصلون عليها في حياتهم اليوميَّة".