جراحةُ الجيوب تخفِّف من توقُّف التنفُّس خلال النوم

قد تؤدِّي المعاناةُ من مشاكل الجيوب إلى الحرمان من النوم المريح ليلاً. ولكنَّ دراسةً جديدة تشير إلى انَّ الجراحةَ التي تتعلَّق بانسداد الجيوي المزمن يمكن أن تساعدَ المرضى على التنفُّس والنوم المريح، بما في ذلك المصابون بانقطاع التنفُّس خلال النوم.

وجدت الدراسةُ أنَّ 15 في المائة من الأشخاص، الذين يعانون من مشاكل الجيوب الأنفية المزمنة، لديهم اضطرابُ النوم الاِنْسِدادي المسمَّى توقُّفَ التنفس في أثناء النوم sleep disorder obstructive sleep apnea أيضاً. وبعدَ العملية الجراحيَّة لتَنظيف الجيوب الأنفية، ذكَر المرضى تَحسُّناً في نوعية الحياة والنوم، بغضِّ النظر عما إذا كان أو لم يكن لديهم اضطرابٌ في النوم.

قال معدُّ الدراسة الدكتور جيرميا آلت، جرَّاح الأنف والأذن والحنجرة في جامعة ولاية يوتا في سولت لايك سيتي "قلَّةُ النوم والشعورُ بالتعب والإرهاق كلُّها من الشَّكاوى المتكرِّرة لدى المرضى الذين يعانون من أمراض الجيوب الأنفية المزمنة".

ووفقاً للدكتور جوردان جوزيفسون، اختصاصيُّ الأنف والأذن والحنجرة في مستشفى لينوكس هيل في مدينة نيويورك، والذي لم يشارك في الدراسة الحالية، ولكن راجعَ نتائجَها: "غالباً ما تكون أمراضُ الجيوب الأنفية والأنف جُزءاً من المشكلة التي تؤدِّي إلى الشخير وتوقُّف التنفس في أثناء النوم، ويجري التغاضِي عنها وتركُها دون علاج في كثيرٍ من الأحيان".

وأضاف أنَّ المرضى الذين يعانون من مشاكل الجيوب ومشاكل التنفُّس الأنفيَّة "يجب تقييمُهم جميعاً بالنسبة للشخير وتوقُّف التنفس في أثناء النوم".

توقُّف التنفُّس الانسدادي في أثناء النوم هو حالةٌ تسبِّب حدوثَ انقطاع في التنفُّس لفتراتٍ قصيرة من الوقت طوالَ الليل، وفقاً للمعاهد الوطنية الأميركية للصحَّة؛ فعندما يكون المصابون بهذه الحالة نائمين، يمكن أن يرتخي اللسانُ وغيره من البنى قليلاً أكثر من اللازم، ممَّا يسبِّب إغلاقَ الممرَّات الهوائية ومنعَ التنفُّس. وحسب المعاهد الوطنية للصحَّة، فإنَّ الشخيرَ والاختناق واللُّهاث والإرهاق في أثناء النهار هي علامات لتوقُّف التنفس في أثناء النوم.

لمعرفة ما إذا كان المرضى الذين يعانون من مشاكل الجيوب الأنفية المزمنة وتوقُّف التنفُّس في أثناء النوم على حدٍّ سواء قد يشعرون بالتحسُّن بعد جراحةَ الجيوب الأنفية، استخدم آلت وزملاؤه استبياناتٍ للتحقُّق من النتائج لدى أكثر من 400 مريض خضعوا للجراحة.

كان لدى ستِّين شخصاً منهم توقُّفُ التنفُّس في أثناء النوم أيضاً. وبعدَ الجراحة، تحسَّنت الحالةُ لدى المرضى على عدَّة مقاييس، بما في ذلك المشاكلُ النَّفسية ومشاكلُ النوم، مثلما وجدت الدراسة.

لا تزالُ العلاقةُ بين توقُّف التنفُّس في أثناء النوم ومشاكل الجيوب الأنفية المزمنة غيرَ واضحة، كما قال آلت، ولكن يمكن أن تشتملَ على تغيُّراتٍ في طريقة تدفُّق الهواء من خلال الأنف والمسالك التنفُّسية، أو كيفية تأثير النوم في قدرة الجسم على مكافحة العدوى.

قال آلت: لا تعني نتائجُ الدراسة أنَّ أيَّ شخصٍ لديه سيلانٌ أو انسداد أنفِي وتعب يجب أن يخضعَ لجراحة الجيوب الأنفية مباشرةً؟ بل ينبغي أن يجرِّبَ المرضى الدواءَ أوَّلاً قبلَ البحث مع أطبَّائهم في موضوع الجراحة.

وأضاف آلت: "ومع ذلك، فالعديدُ من المرضى يرون فوائدَ هائلةً في كلٍّ من شدَّة المرض ونوعيَّة الحياة بشكلٍ عام بعدَ جراحة الجيوب الأنفية"، وهذه المنافعُ لم يحصلوا عليها بالأدوية وحدها.

وأضاف جوزيفسون: "الخبرُ السارُّ هو أنَّه، مع التقنيات الجراحيَّة الحديثة، فإنَّ معظمَ هذه الإجراءات يمكن القيامُ بها في العيادات الخارجيَّة دون تخديرٍ عام، لذلك لا تتطلَّب تحضيراتٍ كبيرةً، وهي غيرُ مزعجة كثيراً؛ ومعظمُ المرضى يستطيعون العودةَ إلى العمل أو المدرسة في اليوم التالي".