برشلونة - صوت الامارات
تقترب اسبانيا من المجهول الثلاثاء مع اعلان استقلال محتمل لكاتالونيا احدى اغنى مناطق البلاد، يمكن ان يفاقم التوتر مع مدريد وتثير تبعاته التي لا يمكن التكهن بها قلق اوروبا.
ولم يعد لدى الكاتالونيين المنقسمين الى معسكرين متساويين بشأن الانفصال سوى سؤال واحد: هل سيعلن بوتشيمون استقلال المنطقة من جانب واحد كما يهدد، ام انه سيبطئ مسيرته او يتراجع؟
وسيرد هذا الصحافي السابق البالغ من العمر 54 عاما والاستقلالي منذ ان كان شابا، على هذا السؤال امام برلمان كاتالونيا عند الساعة 18,00 (16,00 ت غ) في جلسة سيتحدث فيها عن نتائج الاستفتاء غير القانوني على الاستقلال الذي جرى في الاول من تشرين الاول/اكتوبر.
وذكرت وسائل اعلام اسبانية ان بوتشيمون كتب واعاد صياغة خطابه طوال نهار الاثنين، محاطا بمستشاريه ومترددا بين انصار الرحيل بلا تردد والذين يخشون ان يكون العلاج، اي الاستقلال، اسوأ من العلة نفسها وهي وصاية مدريد.
وهتف مئات الآلاف من الكاتالونيين المعارضين للاستقلال في تظاهرة كبيرة الاحد "كفى!".
وهذه الكلمة استخدمتها ايضا اكبر منظمة لارباب العمل "فومنت ديل تريبال" بعدما قررت خمس او ست شركات كاتالونية مدرجة في مؤشر الاسهم في البورصة، نقل مقرها الى خارج المنطقة.
لكن معسكر بوتشيمونت شجعه على المضي قدما في خطته بتظاهرة كبيرة مقررة في محيط البرلمان.
وسيحدد مصير هذه المنطقة التي تعادل في مساحتها بلجيكا وتضم 7,5 ملايين نسمة مساء الثلاثاء في خطاب يلقيه رئيسها الانفصالي كارليس بوتشيمون تحت انظار اوروبا التي يهزها اصلا بريكست.
- حفظ ماء الوجه -
يشمل برنامج اعمال الجلسة الرسمي "الوضع السياسي" بعد "الاستفتاء" الذي يؤكد الاستقلاليون انهم فازوا بتسعين بالمئة فيه وان نسبة المشاركة فيه بلغت 43 بالمئة.
وقد يختار بوتشيمون "اعلان استقلال مؤجل" او يكتفي باعلان رمزي يؤكد ان الحوار ملح ويبدأ العملية على مراحل.
وتصريحاته الاخيرة حول الموضوع كانت في برنامج وثائقي بثه التلفزيون الكاتالوني الرسمي الاحد وكرر فيها ان الاستقلاليين وفي حال عدم وجود وساطة "سيقومون بما عليهم القيام به".
في مدريد حذر رئيس الحكومة المحافظ ماريانو راخوي من ان اعلان استقلال احادي يمكن ان يدفعه الى تعليق الحكم الذاتي الذي تتمتع به المنطقة وهو اجراء لم يطبق يوما في هذه المملكة البرلمانية التي تتمتع بحكم لا مركزي واسع.
وهو يملك ادوات اخرى بما انه سيطر على مالية المنطقة في ايلول/سبتمبر. ويمكنه ايضا فرض حالة طوارئ مخففة تسمح له بالتحرك بمراسيم.
- اشباح الماضي -
يمكن ان يتحرك القضاء ايضا ضد بوتشيمونت والانفصاليين المتشددين الذين نظموا الاستفتاء ويخططون "للاستقلال" منذ اشهر.
لكن اي اجراء جذري يمكن ان يؤدي الى اضطرابات في كاتالونيا حيث أعرب ثمانية ناخبين من أصل عشرة عن تفضليهم لو تم الاستفتاء وفق الاصول.
كما ان التوتر والمشاعر قوية جدا في الشارع مع ان غالبية التظاهرات كانت سلمية.
ويسود هذا التوتر في كل اسبانيا حيث تعود اشباح الماضي ودكتاتورية فرانسيسكو فرانكو (1939 -1975) عندما يدافع "قوميون" عن وحدة البلاد.
على غرار الاستفتاء في اسكتلندا في 2014 وحول بريكست في بريطانيا في 2016، فان هذا الموضوع يثير الانقسام بين الاسر.
يقول مسؤول حكومي كبير لوكالة فرانس برس "لدي قريب هناك (في كاتالونيا) وهناك اجتماعات للاسرة لا يشارك فيها".
ولا تزال العديد من المسائل عالقة حول كيفية تحقيق مثل هذا الاستقلال فالمنطقة تتمتع بحكم ذاتي في ما يتعلق بالتعليم والصحة والشرطة والضرائب لكن المجال الجوي والبنى التحتية (المرافئ والمطارات وشبكة السكك الحديد والاتصالات وغيرها) والجيش كلها لا تزال تحت سيطرة الحكومة المركزية في مدريد.
كما ان الاتحاد الاوروبي لن يعترف بهذه الدولة التي ستستبعد تلقائيا من عضويته.
وأكد جان كلود بيريس المدير السابق للخدمات القضائية في مجلس اوروبا ان "اعلانا احاديا للاستقلال لن ينعكس كذلك فهو مجرد اعلان لا بد ان تعترف الدول الاخرى به".