واشنطن ـ صوت الإمارات
حثت صحيفة (واشنطن بوست) الأمريكية تركيا على إصلاح علاقاتها مع أعداء تنظيم داعش الإرهابي للقضاء عليه، في خطوة من شأنها زيادة الضغط على الإرهابيين، مشيرة إلى أن هجوم إسطنبول الأخير يؤكد ضرورة ذلك.
وأفادت - في سياق مقال افتتاحي أوردته اليوم الخميس على موقعها الإلكتروني- بأن الهجوم المروع على مطار اتاتورك في إسطنبول مساء أمس الأول الثلاثاء- والذي أسفر عن مقتل 41 شخصا على الأقل وإصابة المئات- يشير إلى أن قدرة داعش على شن غارات كبيرة ضد أهداف دولية إستراتيجية لا تزال قوية رغم خسارته للأراضي والعناصر الرئيسية في العراق وسوريا.
وذكرت أن هجوم داعش في تركيا ذات الأغلبية المسلمة يكتنفه الغموض حيث أن التنظيم لم يعلن مسئولية عن الهجوم الذي شنه عدد من المسلحين يرتدون سترات ملغومة بيد أن المسئولين الأتراك كانوا على حق في قولهم إن الهجوم يحمل بصمات داعش الذي يحاول زرع الفوضى في المدن الكبرى بالدول المتحالفة ضده.
وأشارت إلى أن الحكومات في جميع أنحاء أوروبا والشرق الأوسط الآن في حالة تأهب قصوى لأي مهاجمين انتحاريين إرهابيين، لافتة إلى أنه قد تم القضاء على عدة خلايا قبل حتى أن يتمكنوا من التحرك.
ورأت الصحيفة الأمريكية أن أكثر الجوانب المثيرة للقلق في اعتداء إسطنبول هو أنه نجح رغم الأمن التركي المشدد، حيث تم رصد المهاجمين بعد خروجهم من سيارة أجرة خارج المطار، وتمكنت قوات الأمن التركية من قتل اثنين منهما على الأقل وتمكن أحد المسلحين فقط من الدخول إلى المطار الدولي.
وأضافت أنه مع ذلك كانت المتفجرات التي انفجرت قادرة على قتل العشرات من الأشخاص، كان ينتظر بعضهم عند خط التفتيش الأمني، مما يشير إلى أن سلطات المطار في تركيا بحاجة إلى إعادة النظر في إجراءات تفتيش الأشخاص لدى وصولهم.
وعلى نطاق أوسع، يظهر هجوم إسطنبول أن التقدم المحرز ضد داعش من استعادة مدينة الفلوجة العراقية أو قتل كبار قادة التنظيم في غارات أمريكية وضربات بدون طيار لم يقلل كثيرا من تهديد داعش بشن هجمات كبيرة ومنسقة إرهابية.
وأوضحت (واشنطن بوست) أن القضاء على قاعدتين رئيسيتين للارهابيين الا وهما الموصل في العراق والرقة في سوريا، أمر ضروري ليس فقط لتحرير العراقيين والسوريين ولكن أيضا لحماية المواطنين في الأنظمة الديمقراطية الغربية وحلفائها مثل تركيا.
ورأت أن التقدم نحو هذا الهدف لا يزال بطيئا للغاية - وخاصة عندما يتعلق الأمر بالترتيبات السياسية الضرورية لتشكيل تحالف عراقي يمكنه السيطرة على مدينة الموصل متعددة الأعراق ومن ثم حكمها سلميا.
ورجحت الصحيفة الأمريكية أن هجوم تركيا لم يكن من قبيل الصدفة، وما هو إلا أحد أحدث حلقة في سلسلة هجمات داعش داخل تركيا "مع تحرك رئيسها رجب طيب اردوغان الاستبدادي بشكل متزايد نحو إصلاح العلاقات الخارجية البالية لنظامه"، حيث أعلنت تركيا وإسرائيل هذا الأسبوع إصلاح علاقاتهما المتضررة بشدة منذ ست سنوات بسبب دعم أردوغان لمحاولات كسر الحصار الإسرائيلي على قطاع غزة. وفي الوقت نفسه، اعتذر الرئيس التركي عن إسقاط طائرة حربية روسية في نوفمبر الماضي، مما قد يفسح الطريق للتقارب مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين.
وأوضحت الصحيفة أن إصلاح العلاقات التركية مع دول عدوة لداعش من شأنه أن يمارس ضغوطا على التنظيم الإرهابي، وجاء هجوم مطار اتاتورك ليؤكد ضرورة ذلك.