تيودلهي ـ صوت الإمارات
وصف رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي باكستان بأنها "السفينة الأم للإرهاب" وذلك خلال قمة دول مجموعة بريكس للاقتصادات الناشئة يوم الأحد في اختبار لتماسك مجموعة ينظر أحد أهم أعضائها وهي الصين إلى باكستان باعتبارها حليف مقرب.
وتصعد تصريحات مودي خلال اجتماع مع قادة مجموعة بريكس التي تضم البرازيل وروسيا والصين وجنوب أفريقيا إلى جانب الهند مسعاه الدبلوماسي لعزل باكستان التي تتهمها نيودلهي برعاية الإرهاب عبر الحدود.
وتصاعد التوتر بين الجارتين النوويتين منذ هجوم يوم 18 سبتمبر أيلول على قاعدة للجيش الهندي في كشمير بالقرب من الحدود المتنازع عليها مع باكستان مما أسفر عن مقتل 19 جنديا هنديا في أسوأ هجوم من نوعه منذ 14 عاما.
وقالت الهند في وقت لاحق إنها نفذت "ضربات دقيقة" عبر الحدود الفعلية في كشمير وهو ما أسقط عددا كبيرا من الضحايا. ونفت باكستان أي دور لها في الهجوم على قاعدة أوري العسكرية كما نفت وقوع العملية الهندية وقالت إنه كان إطلاق نار نمطي عبر الحدود.
وقال مودي (66 عاما) في تصريحاته لقادة بريكس المجتمعين في أحد فنادق ولاية جوا بغرب الهند "يشكل الإرهاب تهديدا خطيرا للسلام والأمن والتنمية في منطقتنا."
وأضاف في سلسلة تغريدات نشرتها وزارة الخارجية الهندية من تصريحاته "من المؤسف أن السفينة الأم للإرهاب هي دولة مجاورة للهند" وذلك دون ذكر اسم باكستان مباشرة.
واتهمت باكستان مودي بتضليل شركائه في القمة وبالسعي لإخفاء ما تصفها بالأعمال الوحشية للهند في الجزء الخاضع لسيطرتها من كشمير والذي شهد مقتل العشرات منذ اندلاع احتجاجات انفصالية في يوليو تموز.
وقال سرتاج عزيز مستشار رئيس الوزراء نواز شريف للسياسة الخارجية "يتعرض شعب كشمير التي تحتلها الهند لعملية إبادة تقوم بها الهند بسبب مطالبتهم بحقوقهم الأساسية لتقرير المصير."
ولم يتضمن البيان الختامي للقمة الذي ألقاه مودي على الصحفيين تلك التعليقات المعادية لكنها أتاحت له أن يقدم نفسه لمواطنيه في الداخل بأنه لا يتهاون بشأن الأمن القومي.
وقال شاشانك جوشي الخبير في شؤون جنوب آسيا "يدرك مودي أن مثل هذه اللغة لن تحظى بالتوافق المطلوب لإدراجها في البيان الختامي. إدراجها في كلمته يكفل انتشارها على نطاق واسع بأي حال."
واتفقت القمة على إنشاء معهد أبحاث زراعية وتسريع وتيرة العمل من أجل إنشاء وكالة تصنيف ائتماني مشتركة.
* غياب ضبط النفس الاستراتيجي
ويمثل موقف مودي المتشدد من باكستان خروجا على ضبط النفس الاستراتيجي التقليدي للهند وعبر الغرب وروسيا عن دعمهما لنيودلهي بعد الهجوم على القاعدة العسكرية.
لكن الصين حليفة باكستان التي تخطط لبناء ممر تصدير بقيمة 46 مليار دولار التزمت بضبط النفس علنا.
وعقد مودي والرئيس الصيني شي جين بينغ اجتماعا ثنائيا يوم السبت وأشارت روايات عن المحادثات بين الزعيمين لوجود اختلافات أساسية في الرأي.
وفي تصريح نشرته وكالة أنباء الصين الجديدة الرسمية (شينخوا) قال شي إن الصين والهند "ينبغي أن تدعمان بعضهما البعض في المشاركة في الشؤون الإقليمية وتعزيز التعاون داخل الأطر متعددة الأطراف."
وكرر الإعلان الختامي لقمة بريكس تنديدات سابقة "بالإرهاب بكافة صوره" وخصص فقرات عديدة للجهود المشتركة لمكافحة الإرهاب. لكنه تجنب إلقاء اللوم على التوتر بين الهند وباكستان.
وقال جوشي وهو باحث كبير في المعهد الملكي للخدمات المتحدة في لندن "حتى الآن لم نشهد أي دليل على أن الصين تخفف دعمها العام لباكستان. لم تتوقع الهند أمرا مختلفا."