تصاعد قلق الأوساط السياسية فى ألمانيا إزاء تطورات الأوضاع فى مصر فى أعقاب الاشتباكات الأخيرة التى وقعت بين أنصار الرئيس المصرى المعزول محمد مرسى وقوات الأمن مطلع الأسبوع الجارى، والتى أودت بحياة عشرات الأشخاص وإصابة المئات ويشعر العديد من ساسة الشؤون الخارجية والأوروبية فى ألمانيا بمخاوف من أن تؤدى الأحداث فى مصر إلى سلسلة من ردود الفعل فى المنطقة العربية، غير مستبعدين اندلاع حرب أهلية وفى هذا الصدد دعا عدد من الخبراء الألمان فى الشؤون الخارجية إلى زيادة الضغط الدولى على مصر لتسوية الأزمة، وقال رئيس الكتلة البرلمانية عن الخضر فى البرلمان الأوروبى، دانيل كوهن ينديت فى تصريحات للموقع الإلكترونى لمجلة "دير شبيجل" الألمانية اليوم الاثنين: "ما كنت أتصور أن الجيش المصرى بهذا الحمق ليهاجم متظاهرين ويستثير نزاعا جديدا, حجم التصعيد مفزع"وطالب كوهن-بينديت بتصرف مشترك للاتحاد الأوروبى والولايات المتحدة إزاء تطورات الأوضاع فى مصر، وقال: "يتعين علينا سويا التأثير على الجيش (المصري) حتى يتوقف عن ملاحقة أنصار مرسى"واقترح كوهن-بينديت ربط المساعدات المالية لمصر بمدى التقدم فى العملية الديمقراطية، مناشدا فى الوقت نفسه إشراك الإخوان المسلمين فى الانتخاب الجديدة "وإلا سيكون هناك إمكانية لاندلاع احتجاجات حاشدة مجددا"ومن جانبه أعرب خبير الشؤون الخارجية فى الحزب الاشتراكى الديمقراطى الألمانى المعارض، رولف موتسنيش، عن صدمته إزاء اندلاع العنف مجددا فى المنطقة عقب عامين من الربيع العربى وقال موتسنيش فى تصريحات لنفس المجلة: "يتعين علينا ملاحظة أن جميع الحكومات بعد اندلاع الثورات لم تكن مستعدة للمشاركة فى الحكم أو التعاطى مع حلول الوسط. هذا الأمر يستوجب التغيير"وحذر موتسنيش من عواقب ما يحدث فى مصر على المنطقة بأكملها إذا لم يتم تسوية الأزمة، وقال: "يتعين على المجتمع الدولى مخاطبة كافة القوى القادرة على التأثير باعتدال، وإلا فمن الممكن أن تحدث مصر سلسلة من ردود الفعل فى العالم العربى"ومن جانبه، تحدث رئيس لجنة الشؤون الخارجية فى البرلمان الأوروبى، إلمار بروك، عن "معركة فصل بين تصورين للدولة غير متوافقين"وقال بروك فى تصريحات لنفس المجلة: "يبدو أن توحيد التيارات المختلفة- أنصار دولة إسلامية وأقليات مسيحية وشباب تقدمى وقوى علمانية- أمر غير موفق حاليا... التصعيد الأخير يمثل كارثة على المنطقة بأكملها، ولا أستبعد حدوث حرب أهلية"وطالب بروك المجتمع الدولى بحث الجيش المصرى والحكومة الانتقالية على وضع جدول زمنى بسرعة لدستور يضمن مبادئ ديمقراطية ودولة قانون، وإجراء انتخابات جديدة بحلول عام 2014، وقال: "على الإخوان المسلمين المشاركة فى تلك الانتخابات ومغادرة الشوارع. ينبغى على كافة الأطراف المساهمة بهذه الطريقة فى التهدئة والتعاون"وفى المقابل حذر كوهن-بينديت من التحدث فى مصر عن حرب أهلية محتملة دون النظر إلى طبيعة تطورات الأوضاع، وقال: "مصطلح حرب أهلية مضلل، لأنه إذا أدت الاشتباكات إلى حرب فإن الأمر هنا يدور حول نزاع بين الجيش وأصوليين، والمواطنون ليسوا فاعلين أساسيين هنا، بل ضحايا".