المواطن حمد الرحومي

طوّر المواطن حمد الرحومي، الذي كان يشغل منصب المدير الأسبق لجمعية دبي التعاونية لصيادي الأسماك، بالتعاون مع شركة فرنسية متخصصة، “(بوية ذكية)، وهي عوامة جديدة تُنهي معاناة صيادين في الدولة مع فقدان (قراقير) الصيد في قاع البحر، وتحوّلها إلى مقابر جماعية للأسماك، تعتمد على تقنيات متقدمة لمنع فقدان القرقور، وتاليًا الحفاظ على البيئة البحرية”. و”القرقور” هو قفص حديدي على شكل نصف دائرة واسعة من الأسفل، تضيق في الأعلى لتشبه مدخلًا للأسماك، فيما لا تستطيع الأسماك المصطادة بواسطة “القرقور” الخروج مرة أخرى، حتى يتم سحب “القرقور” إلى خارج مياه البحر عبر الصياد، فكان صيادون يفقدون قراقيرهم في عرض البحر، لتصبح بمثابة مقبرة جماعية للأسماك.

وبشأن كلفة “البوية الذكية”، أفاد الرحومي بأن “ثماني بويات معًا، إضافة إلى بطارية شحن، مع ضمان عامين، لا تتجاوز 15 ألف درهم، كما أن هذا النظام الذكي يستطيع أن يتحمل تركيب 54 بوية معًا، وتاليًا فهو يوفر الكثير من الجهد والمال على الصياد المواطن، وقد بدأت طلبات فعلية من خارج الدولة تصلنا لشراء الاختراع، الذي يوزعه مركز الغوص التقني الدولي في دبي، ونفذته شركة فرنسية تدعى (سكاتري)”.

وأوضح الرحومي، وهو صاحب فكرة “البوية الذكية” إن “الفكرة تنهي معاناة حقيقية كان يواجهها الصيادون، فمنذ 10 أعوام كنا نفكر في حل للمعاناة مع فقدان (القراقير)، سواء بالضياع أو السرقة، فكان الصياد الذي يفقد قرقوره يبحث عنه بخطاف حديدي في عمق البحر، ما يجرف البيئة البحرية ويصيبها بمشكلات”.

وأضاف إن “من هنا جاءت فكرة العوامة، التي تغوص في البحر مع (القرقور)، وتثبت معه في القاع، وذهبتُ إلى فرنسا وعرضت الأمر على شركة متخصصة، واستغرق الأمر سنوات من البحث والتمحيص، لتخرج في الصورة الحالية، التي نستطيع وضعها في بيئات مائية مختلفة، وتتحمل ملوحة البحر، وتعمل بالتكنولوجيا والإشارات، وتعطي الصياد الإحداثيات الجغرافية لـ(القرقور)”. 

وعلى مدار الأعوام الماضية، كان صيادون مواطنون يكتشفون بين حين وآخر قراقير مفقودة بداخلها مئات الأسماك، ترقد في قاع البحر بلا صاحب، وعلى مسافات تصل إلى 14 ميلًا بحريًا من شواطئ بعض الإمارات، وهو الأمر الذي نشرته “الإمارات اليوم” في سلسلة حلقات العام الماضي، حول السجون الحديدية التي تتحول إلى مقابر جماعية للأسماك، إذ تظل الأسماك محبوسة داخل القرقور في قاع البحر حتى تنفق.