تعديلات في "دليل الإمارات للسلامة" تحمي المباني من الحرائق الكبرى

أوضح مدير الإدارة العامة للدفاع المدني في دبي اللواء راشد ثاني المطروشي، أن مقاولين يتحايلون على الاشتراطات والمواصفات التي يتضمنها "دليل الإمارات لحماية الأرواح وسلامة المباني والمنشآت"، بشأن واجهات المباني المصنوعة من ألواح الألمنيوم "كلادينج".

وأضاف على هامش ملتقى الإمارات السنوي لتكنولوجيا السلامة من الحرائق الذي انعقد أمس، تحت رعاية الفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، تحت عنوان "الابتكار في التعافي من حوادث المباني الشاهقة"، أن ثمة تعديلات ستضاف إلى الدليل للحد من مثل هذه الممارسات واتخاذ إجراءات صارمة ضد المتلاعبين، مشيرًا إلى أن نسبة كبيرة من الحرائق التي تعرضت لها مبانٍ ذات واجهات مماثلة كانت أكثر انتشارًا بسبب سوء تركيب هذه الواجهات واستخدام مواد رديئة.

وأكد أن الدليل الحالي يشرح المواصفات التي ينبغي الالتزام بها من قبل المقاولين، لكن سوف تضع التعديلات الجديدة مزيدًا من القيود والمسؤولية القانونية على جميع الأطراف، لافتًا إلى أن اللمسات النهائية تجري حاليًا على تحديث الدليل، بالتنسيق مع الجهات الأخرى ذات الصلة مثل بلدية دبي.

وأشار إلى أن التعديلات تضع مواصفات أكثر دقة للألواح التي يمكن استخدامها في الواجهات، خصوصًا في الأبراج والمباني ذات الارتفاعات الشاهقة، بما يحول كليًا دون انتشار النيران بها في حالة اشتعال حريق بالمبنى.

وأوضح أن تحديث دليل الإمارات للسلامة يُعد خطوة وقائية، لأن ما يقل عن 1% من الحرائق التي شهدتها الدولة خلال العام الماضي تعد كبيرة، فيما تمثل الحرائق البسيطة نسبة تصل إلى 90% والبقية متوسطة.

وشرح المطروشي خلال الملتقى تجربة الدفاع المدني في التعامل مع حريق فندق "العنوان"، مشيرًا إلى أن أبرز التحديات التي واجهت فرق الإطفاء عدم وجود ممرات حول المبنى لعربات الإطفاء نظرًا لأن الفندق يزيد عمره على 10 سنوات، قبل إصدار دليل الإمارات للسلامة الذي يحتم وجود مخارج وممرات لعربات الإطفاء حول الأبراج، مشيرًا إلى أنه بني حسب الدليلين الأميركي والأوروبي.

وأضاف أن تحديات كبرى أخرى واجهت فرق العمل منها الرياح الشديدة ووجود مئات الآلاف من الجماهير في المكان للاحتفال برأس السنة، مشيرًا إلى أن رجال الإطفاء صعدوا إلى طوابق مرتفعة للغاية لإطفاء المبنى من الداخل.

ولفت إلى أن الدفاع المدني استفاد من التجربة في تجهيز استراحة متحركة تنتقل إلى مواقع الحوادث الكبرى التي يستلزم مكافحتها ساعات طويلة، حتى يتناوب رجال الدفاع المدني على الراحة فيها، وهي مزودة بـ10 أسرة ومجهزة بكل الوسائل التي تساعدهم على التعافي والعودة للعمل بنشاط. وأشار إلى أن التحديث سيشمل تثبيت وحدات لتزويد الإطفائيين بالأكسجين في الطوابق العليا من المباني الشاهقة، لضمان سلامتهم، كما أنه لن يتم تصنيف حرائق السيارات ضمن الحوادث، لافتًا إلى أن الإدارة العامة للدفاع المدني تعتزم تخصيص وحدة متنقلة للتدريب على عمليات الإطفاء في المدارس والجامعات نظير رسوم رمزية تذهب لأعمال خيرية.

وأكد أن مشروع الأنظمة الذكية (24-7) أسهم إلى حد كبير في الحد من الحرائق على مستوى دبي، إذ يرسل إشارات إلكترونية إلى غرفة عمليات الدفاع المدني بمجرد ظهور عطل أو خلل في النظام، لافتًا إلى حصر 56 ألفًا و921 مبنى ومنشأة تتوافر فيها انظمة الحماية من الحرائق، وتم ربط 44 ألفًا و277 منها بغرفة عمليات الدفاع المدني وبقيت 8284 قيد الربط.

وكشف أن (نظام الاستدلال الذكي) لفرق الدفاع المدني يتيح إمكانية الوصول الى مواقع الحوادث بأسرع وقت وأقصر الطرق، لافتًا إلى أن مشروع المنازل الذكية يعد مكملًا لأنظمة السلامة المتطورة وتم تركيب 220 جهازًا تربط الفيلات والمنازل بغرفة عمليات الدفاع المدني للإبلاغ عن الحوادث عبر خط إلكتروني ساخن يزود فرق الدفاع المدني بكل المعلومات حول الحادث لأغراض المكافحة والإنقاذ، اضافة الى تحديد اقرب الطرق إلى موقع الحادث لضمان أقل زمن للاستجابة.