علماء يؤكدون أن شمس الشيخ زايد لم تغب عن الإمارات

أكد علماء أن "أعمال الخير التي قام بها الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، كانت تمثل المنهج الصحيح للرد على دعوات التعصب والكراهية التي يشهدها هذا العصر"، مؤكدين أن "شمس زايد لم تغب عن أهل الإمارات"، منذ يوم وفاته، لاسيما أن مآثر القائد الراحل لاتزال حية في الذاكرة زاهية السطوع.

وجاء ذلك، خلال أمسية "حب ووفاء لزايد العطاء"، التي أقيمت مساء الجمعة، بجامع الشيخ زايد الكبير، بمناسبة "يوم زايد للعمل الإنساني"، الذي يوافق الذكرى الـ12 لرحيل المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان.

وحضر الأمسية الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، وزير الخارجية والتعاون الدولي، والشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، وزير الثقافة وتنمية المعرفة، ورئيس منتدى تعزيز السلم في المجتمعات المسلمة، العلامة عبدالله بن بيه، ورئيس الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف، الدكتور محمد مطر الكعبي، والعلماء ضيوف صاحب السموّ رئيس الدولة، وعدد من سفراء الدول العربية والإسلامية، وكبار المسؤولين.

وبدأت الأمسية - التي أقيمت تحت إشراف وزارة شؤون الرئاسة، بالتعاون مع مركز جامع الشيخ زايد الكبير في أبوظبي، والهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف - بكلمة رفع خلالها رئيس الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف، أسمى آيات التقدير والإكبار للقيادة الرشيدة، مضيفاً: "إذا كان العظماء هم من يصنعون التاريخ بإنجازاتهم العسكرية والعلمية، فإن أقوى العظماء هم من يصنعونه بمآثرهم الإنسانية عطاء وحكمة وريادة للسعادة، أو سعادة في الريادة، فبناء الإنسانية أسمى بناء، وما خلّد التاريخ الأنبياء والقادة الحكماء، إلا لأنهم أسعدوا الإنسانية ولم يعذبوها، بل شيدوا لها قيم السعادة والتسامح والسلام، وهي أقل كلفة، لكنها أعمق فائدة وتأثيراً في موازين بناء الأوطان والإنسان، والقائد المؤسس الراحل هو من هذا الرعيل الفريد من العظماء".

وأكّد أن "(شمس زايد) لم تغب عن أهل الإمارات، منذ يوم وفاته في 19 رمضان 1425هجرية الموافق الثاني من نوفمبر عام 2004"، لافتاً إلى أن "مآثر القائد الراحل لاتزال حية في الذاكرة الشعبية زاهية السطوع في التراث الشفهي أكثر مما كتب".

وأكّد العلامة بن بيه، أن "السلم ورمزيته كانا عنوان قائد البلد ومؤسسه الذي بذل جهوداً كبيرة من نوع صدقة السلم التي لا يعرفها أكثر الناس"، موضحاً أن "أعمال الخير التي قام بها الشيخ زايد، لم تخص أحداً على أحد، بل عمّت جميع دول العالم، وهي تمثل المنهج الصحيح للرد على دعوات التعصب والكراهية التي نراها في العصر الذي نعيشه، حسب قوله".

وأكّد مفتي عام المملكة الأردنية الهاشمية رئيس مجلس الإفتاء والبحوث والدراسات الإسلامية، الشيخ عبدالكريم سليم الخصاونة، أن "المغفور له الشيخ زايد رسّخ أركان المحبة والمودة، وزرع الرحمة واحتضن الخير وأقام العلاقات الطيبة بين الراعي والرعية"، منوهاً إلى أن "هذه الأسس التي قامت عليها الدولة والقيادة الرشيدة الحكيمة والاتحاد، دفعت المواطنين والمقيمين إلى البذل والعطاء والإخلاص والوفاء، فأنتجت سماحة راقية وعدلاً ومساواة، كما انتشر الفضل والاحترام وحب الحق وإسداء المعروف عن رغبة منهم لا عن تكليف أو إكراه".

وأوضح عميد كلية الدراسات العليا في جامعة الأزهر بمصر، الدكتور عبدالله عبدالغني سرحان، إن "الشيخ زايد كان رجلاً قل أن يجود الزمان بمثله، فهو رجل نادر في عطائه وسخائه لشعبه ولغيره من الشعوب، ولو أمكننا أن نجسد قيمة العطاء لكان العطاء نفسه متمثلاً في الشيخ زايد، والعطاء الذي جسدته هذه الشخصية النادرة واضح وضوح الشمس في رابعة النهار، فحيثما وليت وجهك في أي شبر من هذه البلاد الطيبة المباركة تقع عيناك على منجزات حضارية لم تتوافر في كثير من البلاد التي حباها الله عز وجل بمثل ما حبا به هذه الدولة الأبية، فهذه الحضارة التي نشاهدها في هذه البلاد، والتي حوّل فيها المغفور له الشيخ زايد الصحراء الجرداء إلى واحة خضراء، راجعة إلى أن العطاء كان صفة فطرية عند الشيخ زايد رحمه الله".

وذكر المستشار الدبلوماسي لرئيس جمهورية غينيا، الدكتور قطب موسى سانو، إن "الأمة الإسلامية حزنت بوفاة حكيمها الفذ الذي سخّر عمره للأمة الإسلامية والعربية، ونذر حياته من أجل السلام، ورفض الشقاق بين الأمم، وأسس دولة حديثة متماسكة بتراثها ونسيجها الوطني"، لافتاً إلى أن "التاريخ سيظل يذكر صفات الشيخ زايد، من صدقه وعدله وشجاعته وتقديره العلم وأهله".