الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان

الوقوف مع الأشقاء ونصرة المظلوم ودعم الاستقرار والشرعية ضد العدوان.. مبادئ رئيسة أرساها المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، في العقيدة العسكرية للقوات المسلحة منذ توحيدها في السبعينات، وانطلاق أول إسهاماتها في مهام حفظ الأمن والاستقرار الخارجية عام 1976 في لبنان، ضمن قوات الردع العربية، لدرء مخاطر تفجر حرب أهلية، وحتى مشاركتها الأخيرة ضمن قوات التحالف العربي لنصرة الشرعية في اليمن.

وحرص المغفور له الشيخ زايد على تقديم يد العون والمساعدة لأشقائه في الدول الإسلامية والعربية، ومختلف دول العالم، حيث شاركت دولة الإمارات ضمن قوات حفظ السلام الدولية تحت راية الأمم المتحدة في عمليات عدة، كما شاركت مع قوات دول حليفة لتحقيق مهمة حفظ الأمن والاستقرار في مناطق عدة، انطلاقاً من قناعة الدولة بأن مهمة الحفاظ على الأمن والاستقرار الدوليين مهمة إنسانية بالدرجة الأولى، ولا تقتصر على العمل تحت راية الأمم المتحدة، لكنها مسؤولية دولية ينبغي العمل على تحقيقها بمشاركة جميع الدول الصديقة، تحقيقاً لمبدأ المساعدة في إغاثة المحتاجين ورفع الظلم عن الشعوب المقهورة، وحماية المدنيين من ويلات الحروب وشرورها.

وحظيت التضحيات والجهود التي قدمها أبناء القوات المسلحة من خلال مشاركتها الدولية على مدار السنوات الماضية، باحترام وتقدير من دول العالم والمنظمات الدولية، لاسيما أن القوات المسلحة الإماراتية أضحت اليوم أحد أقوى الجيوش في المنطقة وأكثرها تقدماً وأفضلها عدة وعتاداً، بفضل اهتمام قيادة الدولة بها وبتطورها، وهذه المكانة لم تأتِ مصادفة، لكنها وليدة مسيرة طويلة من العمل والاجتهاد والإصرار على التقدم والتطور.

ولعب الشيخ زايد، رحمه الله، دوراً محورياً في انطلاقة القوات المسلحة، إذ قرر بعد إعلان الاتحاد وقيام دولة الإمارات، وتحديداً في 27 ديسمبر 1971، تشكيل قوة دفاع الاتحاد، إثر تسليم الحكومة البريطانية لقوة ساحل الإمارات المتصالحة إلى حكومة دولة الإمارات العربية المتحدة، وأنيطت قيادتها والإشراف عليها بوزير الدفاع.

وواكب قيام الاتحاد تطور كمي ونوعي في القوات المسلحة من وحدة صغيرة الحجم إلى قوة تضم كل تشكيلات القتال والإسناد الناري والإداري، لتتناسب مع دورها الجديد، مع الالتزام بعقيدة قتالية دفاعية ترتكز على مبادئ الإسلام الحنيف، وكان لابد لتحقيق ذلك من وجود قوات مسلحة موحدة تحت علم واحد وقيادة واحدة، ومن هنا جاءت الخطوة التاريخية بقرار من المجلس الأعلى للاتحاد بتوحيد القوات المسلحة في السادس من مايو عام 1976، وذلك في منطقة أبومريخة، برئاسة المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، حيث صدر بيان المجلس الأعلى للدفاع، الذي ينص على: "إنه انطلاقاً من سعينا المستمر لدعم الكيان الاتحادي، وتوحيد أركانه، وتعزيز استقراره وأمنه وتقدمه، وإيماناً بالمسؤولية التاريخية التي تفرض علينا العمل بروح التجرد والإيثار، وإذابة كل الحواجز التي تعوق تفاعلنا الذاتي، وتحقيق الاندماج الكامل لمؤسسات الدولة، واستجابة لرغبة أعضاء المجلس الأعلى للاتحاد من الانطلاق نحو تحقيق آمال وتطلعات الشعب، تم دمج القوات المسلحة تحت علم واحد وقيادة واحدة، لتكون السياج القوي الذي يحمي الوطن وتؤدي دورها القوي كقوة للعرب". وبموجب هذا المرسوم رقم (1) لعام 1976 يكون رئيس الدولة القائد الأعلى للقوات المسلحة.

وفي أوائل عام 1967 وجه المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، رحمه الله، وكان وقتها حاكماً لإمارة أبوظبي، إلى قائد دفاع أبوظبي، المقدم ويلسون، بوضع نواة لإنشاء القوات البحرية، وبالفعل بدأت الفكرة بإنشاء جناح صغير سمي "جناح البحر"، وكان تابعاً لقوة دفاع أبوظبي.