أكد الداعية الإسلامي علي الجفري أن الدماء معصومة، والتعدي عليها من أكبر الكبائر، مهما كان المتورط فيها، بداية بدماء الجنود والأهالي التي تسفك ولا تزال كل يوم في سيناء، وانتهاء بما وصفه "الحادث الأليم" في شارع النصر. وأشار الجفري عبر بيان له ،الاثنين، إلى أن التحيّز لدمٍ بعينه، دون بقية الدماء الطاهرة، ما هو إلا استهانة بحرمة الدماء، وهذا من دعوى الجاهلية، والتحقيق الجاد والفوري في الاعتداءات، والمحاكمة العادلة لمرتكبيها هما السبيل الصحيح لإحقاق الحق، مع السعي الصادق للصلح بين المتخاصمين ابتغاء رضوان الله. وأوضح أن دعوة الناس من مختلف الجهات وتأليبهم على مصر، ما هو إلا دعوة خطيرة للفتنة، وفتح لأبواب اقتتال المسلمين والعرب، وتؤدي إلى دمار البلاد والعباد، وليست من الجهاد في شيء، مشدداً أن الدعوة إلى تحويل أرض مصر إلى ميدان للمقاتلين من الدول المختلفة أمر في غاية الخطورة، فمصر هي قلعة الإسلام الحصينة، التي تتحطم على أبوابها أطماع الطامعين. وشدد على أن اختزال نصرة الإسلام في الانتصار لجماعة بعينها، ما هو إلا انحراف عن صحيح الإسلام، وتضييق لواسع أفقه، واعتداء على طُهر عصمته، مشيراً إلى أنه خلال سنة واحدة فَقَد من كانوا يتحدثون عن المشروع الإسلامي لعقود متتالية كثيرا من مصداقيتهم، لدى شرائح متسعة من المسلمين، و إن استمروا على ما هم عليه، فسوف يخسرون تقبّل الناس لوجودهم فيما بينهم، وهنا يُصبح تنازع البقاء سبيلا إلى الفناء. وقال البيان "هذا وقت التماس الأعذار من بعضنا لبعض؛ لأن شدة الانفعال، وهول الأحداث، وزلزلة الكرب، وشدة التباس الأمور، وتصوير الخلاف السياسي على أنه صراع عن الهوية الإسلامية، ووقوع الدماء البريئة الطاهرة، كل ذلك من شأنه أن يذهب بالعقول، وتضيق معه الصدور، ويُعلنُ الناس بعضهم بعضا بالقطيعة والسباب، ويقذع بعضهم لبعض، والواجب في مثل هذا الوقت اتساع الصدر، والربانية الخالصة التي تذيب الأحقاد". وأضاف "يجب أن نتذكر جميعا الروابط العليا التي لا يصح العدوان عليها، والتي تجمع الشمل في هذا الوقت العصيب، والتي نفزع إليها عندما تثور النفوس، بأن نتذكر أخوة الدين، وأخوة الوطن، وأخوة الإنسانية، ولا يستسلم أحد لغضبه، فيعطي لنفسه حق التجاوز والتعدي، وأن لا يستسلم لرضاه فيغض الطرف عن واجب النصح والنقد والتوجيه، وأن نستحضر الأخلاق النبوية المشرفة، وأن يعامل بعضنا بعضا بالصفح".