طالبت الإذاعة الرسمية في جنوب السودان من المواطنين الهدوء وممارسة أعمالهم بشكل عادي وطبيعي وعدم الالتفات للشائعات، في الوقت الذي بدأ فيه الجيش الشعبي تكثيف دورياته في مدينة جوبا والانتشار في محيط الوزارات والمؤسسات الحكومية والمواقع الاستراتيجية الأخرى في أعقاب قرار الرئيس سلفاكير (القائد الأعلى للجيش الشعبي) الذي أصدره مساء الثلاثاء بحل حكومته وإقالة نائبه الدكتور رياك مشار. وقال مصدر رسمي فضل عدم الكشف عن اسمه لـ"مصر اليوم" إن حلفاء الرئيس سلفاكير من جنرالات الجيش الشعبي يشرفون على عمليات الانتشار تحسبا لأي طارئ، مشيرا إلى أن سلفاكير بدأ مشاوراته لتشكيل حكومته الجديدة بعد تقليص وزارتها من 28 إلى 18 وزارة . وتوقع المصدر أن يتم الإعلان عن الحكومة قريبا، مضيفا أن خطوة الرئيس سلفاكير وجدت ترحيبا في الشارع الجنوبي باعتبار أنها تأتي   في إطار مساعي ترتيب البيت الداخلي والانتقال بالدولة الوليدة إلى مرحلة العمل التنموي والتفرغ لمواجهة التحديات التي تواجه جنوب السودان أمنيا وسياسيا واقتصاديا، واصفا المرحلة المقبلة بأنها تتطلب حكومة بمواصفات خاصة يمكنها أولا محاربة الفساد والتخلص من مراكز القوى في الحركة الشعبية بالإضافة إلى بسط الأمن ووقف خطر المجموعات المتمردة، بخاصة تلك التي تقود قتالا ضد الحكومة في ولاية جونقلي بقيادة العقيد ديفيد ياو ياو ياو، يضاف إلى ذلك أن التحدي الاقتصادي في ضوء تصاعد الخلافات مع السودان بشأن ملف النفط. وقال وزير الإعلام السابق وعضو برلمان  جنوب السودان الحالي الدكتور برنابا مريال بنجامين إن سلفاكير لم يخالف بقراراته دستور جمهورية جنوب السودان حيث يملك الحق في إعفاء وتشكيل الحكومة، مؤكدا أن الوضع الديمقراطي يتطلب أن يحدث التغيير من وقت لآخر. وأضاف برنابا في تصريح لـ" مصر اليوم" مساء الأربعاء من جوبا  أن أخر تعديل حكومي تم في العام 2010، ووصف ما يحدث بين الرئيس سلفاكير ونائبه رياك مشار بأنه أمر طبيعي داخل الحركة الشعبية، ولا يمكن تفسيره بأنه خلاف مخيف، مضيفا " ليس هناك  مشكلة في إعلان رياك مشار رغبته في خوض التنافس لانتخاب رئيس جديد في الجنوب في العام 2015" ، مؤكدا  أن الوضع في الجنوب بعد حل الحكومة عادي ومستقر، وأن ومسؤوليات الحكومة يقوم بها وكلاء الوزارات إلى حين الإعلان عن الحكومة الجديدة ، مؤكدا التزام بلاده بتنفيذ اتفاقات التعاون الموقعة مع السودان.