قال عدد من الخبراء والسياسيين أن الاعتداءات التي شهدها ميدان التحرير الاثنين من قبل جماعة الإخوان المسلمين ستزيد من صعوبة المشهد السياسي بالنسبة لهم وستجعلهم يفقدون أي تعاطف أو شعبية، مشيرين إلى أنها ستقودهم إلى عزلها من الحياة السياسية. وأضافوا أن التظاهر أمام سفارة الولايات المتحدة الأميركية لا يعنى سوى محاولة تصدير مشهد الاقتتال والحرب الأهلية من أجل الاستقواء بها ضد مصالح الشعب المصري.   واستنكر سكرتير عام حزب الوفد فؤاد بدراوي، في حديثه لـ"مصر اليوم" مظاهرات جماعة الإخوان المسلمين أمام السفارة الأميركية ومحاولة اقتحام اعتصام التحرير، مشيراً إلى أنه لا معنى لهذه الخطوة سوى محاولة الاستقواء بأميركا.   وتساءل بدراوي لماذا يذهب الإخوان للتحرير وهم لديهم رابعة والنهضة مشيراً إلى أنهم كثيرا ما نددوا بالتظاهر وتعطيل سير البلاد، والآن قاموا بقطع الطرق وتعطيل سير البلاد وشل حركة المرور في القاهرة الكبرى كلها، مشدداً على أن الجماعة تنتحر بمثل هذه الأفعال سياسياً.   وقال عماد جاد القيادي في الحزب المصري الديمقراطي لـ"مصر اليوم" إن الاشتباكات التي حدثت الاثنين ستزيد من مسلسل عزل الجماعة وخسارتها في الحياة السياسية، مشيراً إلى أن استخدام الجماعة للعنف وفض اعتصام التحرير سيزيد من المشهد صعوبة بالنسبة لهم . وأضاف جاد أن العنف لن يؤدي إلا لمزيد من العنف وبالتالي فعليهم مراجعة أنفسهم لأنهم سيؤدون بذلك إلى فقد التيار الإسلامي بأكمله لأي تمثيل مستقبلاً بسبب الأفعال التي يرتكبوها يومياً.  وقال القيادي في حزب الكرامة عصام الإسلامبولي، لـ"مصر اليوم" إن القوات المسلحة والشرطة من الضروري أن تعمل على إنهاء اعتصامي رابعة العدوية والنهضة حتى تستقر البلاد مجدداً، وأضاف أن القوى الوطنية لن يكون لديهم مانع في إنهاء اعتصامهم من أجل البلاد على أن يكون ذلك في التوقيت نفسه لإنهاء اعتصام أنصار مرسي بأي شكل.   وقال عضو جبهة الإنقاذ الوطني  الدكتور وحيد عبد المجيد لـ"مصر اليوم" إن كل ما يفعله أعضاء الجماعة الآن يعتقدون أنه يمكنهم من أن يحصلوا على مكاسب سياسية والحفاظ على دور لهم فى المرحلة المقبلة، وخروج آمن لقياداتهم بالبلطجة السياسية التي يحاولون فرضها على الشارع المصري حاليا. وأضاف كل يوم يؤكد أن الجماعة لم يعد لهم أي ظهير شعبي في الشارع لأنهم يزجون بأعضائهم في معركة خاسرة بالمقاييس كلها وضد إدارة الشعب المصري.  وكانت اشتباكات وقعت بين العشرات من المعتصمين في ميدان التحرير وأنصار الرئيس المعزول محمد مرسي، عصر الاثنين، بالقرب من فندق سميراميس أثناء مسيرة لأنصار مرسي إلى السفارة الأميركية، وسط سماع دوي إطلاق خرطوش ورصاص .   وأعلنت وزارة الصحة وفاة شخص وإصابة 23 آخرين في تلك الاشتباكات، مشيرة إلى خروج 8 مصابين منهم من المستشفيات بعد تحسن حالتهم، فيما يتلقى 15 مصابا آخرون العلاج في مستشفيات المنيرة والهلال والعجوزة والقصر العيني.