أكد مستشار مفتي الجمهورية الدكتور إبراهيم نجم في مقال له، نشرته صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية، صباح الخميس، أن "مصر تبدأ فجر عصر جديد، بعد عزل الرئيس محمد مرسي، والذي جاء نتاج تضحيات وتفاني شعب مصر بأكمله على مدار الأيام الـ 4 الماضية، والتي دلت على روح ونزاهة الشعب المصري". وقال نجم: إن شباب مصر يرجع إليهم الفضل الأول في التغيير، وهم جزء مهم من خارطة المستقبل في مصر، وقد أظهروا عزيمة قوية في سعيهم إلى تحقيق إصلاحات جوهرية، بروح من الوحدة الوطنية الرائعة، بحيث ضمت المظاهرات فئات وطوائف المجتمع كافة، الذين حلموا سويًّا بمستقبل أفضل. وأكد الدكتور نجم أنه "من المهم أن نعترف بالدور المهم والحاسم للقوات المسلحة المصرية في هذه المرحلة، للحفاظ على السلام والأمن في أنحاء مصر جميعها، مثمنًا عدم تدخل الجيش في السياسة في المرحلة المقبلة". وقال الدكتور نجم: إن العهد الجديد الذي يحدونا الأمل تجاهه يعتمد على خارطة طريق لعملية الإصلاح التي ركزت - إلى حد كبير- على الإصلاحات السياسية والدستورية، وهي مجرد بداية لأن مصر تحتاج منا أكثر من هذا. وأشار نجم في مقاله في "واشنطن بوست" إلى أنه "لكي نحقق المصالحة الوطنية ونخلق مجتمعًا متفاعلا. علينا أن نغتنم الفرصة ونتخذ التدابير اللازمة كافة، لضمان الإصلاح الاقتصادي والعدالة الاجتماعية كذلك، وهذا يتطلب الانخراط في عملية البناء ومعركة التنمية". وشدد مستشار مفتي الجمهورية في مقاله على أنه "لا يمكننا استبعاد أو إقصاء أي من القوى السياسية الموجودة على الساحة المصرية، بما في ذلك جماعة "الإخوان المسلمين".. "، لافتًا إلى أن "هذا هو الوقت المناسب لتحقيق إصلاحات شاملة وبعيدة المدى، لتصب في مصلحة أطياف المجتمع كافة، وذلك لن يتحقق إلا بالتوحد والتعاون ونبذ الشقاق والعمل على إعلاء مصلحة مصر فوق الاعتبارات كافة". وقال الدكتور نجم: إن هذه اللحظة المهمة من تاريخ مصر يجب ألا نضيعها في استدعاء الأحقاد القديمة، لأن هذا ليس من تعاليم الإسلام، ولكن علينا النظر إلى المستقبل والعمل معًا على خلق مستقبل أفضل. وقال الدكتور نجم: إن الأمر المؤكد أنه رغم ما حدث في مصر بعد هذه الفترة الحرجة، تأكد أن مصر أكبر من شخص الرئيس، وأن مصر أمة غنية بالثقافة والخبرات والخيرات، مشيرًا إلى "أهمية أن يقدم جميع الشركاء في المجتمع الدولي دعمهم، من أجل مساعدة مصر وضمان استقرارها وازدهارها". وأكد مستشار مفتي الجمهورية في مقاله على "الدور المهم، الذي قام به الأزهر ودار الإفتاء المصرية، في هذه الفترة الحرجة في التصدي للفتاوى المتشددة، خدمة للشعب المصري والأمة الإسلامية، وتقديم التوجيه الديني في المسائل ذات الأهمية الوطنية والدولية كافة". وأشار إلى أن "دار الإفتاء ظلت دائمًا مستقلة وبعيدة عن الانتماءات السياسية والتوجهات الحزبية، وأنها سوف تستمر على هذا النهج في المستقبل". وأكد الدكتور نجم "تأييد دار الإفتاء لتطلعات الشعب المصري في الحقبة المقبلة"، ودعا جميع المصريين إلى "حماية وتحقيق المقاصد الـ 5 العليا للشريعة الإسلامية، وهي الحفاظ على الأرواح والممتلكات والأعراض والنسل والدين، وهي القيم التي تشترك فيها البشرية جمعاء". وأوضح نجم في مقاله أنه "على مدى السنوات القليلة الماضية، حققت دار الإفتاء خطوات كبيرة في تعزيز سهولة التواصل والتفاعل مع المصريين، تشمل استخدام تقنيات حديثة ومتطورة". وأشار إلى أن "الأيام القليلة الماضية قد أثرت بشدة في شرائح المجتمع المصري كافة، وأن المرحلة الجديدة تحتم علينا أن نشرع في العمل سويًّا أمة واحدة مفعمة بالأمل والثقة في الله والعزم على جعل مصر ترقى وتزدهر فعلا لا قولا".