أبدى أكثر من ثلث الرأي العامّ العربي مخاوف وقلقٌ من استئثار الحركات الإسلاميّة بالسلطة في دول "الربيع العربي"، حيث تلخصت تلك المخاوف في عدم احترام الحركات الإسلاميّة لمبدأ التداول السلمي للسلطة، بالإضافة إلى قيامها باستخدام الدين لفرض قيودٍ على الحريات الشخصيّة والثقافية والإبداعية، وذلك فضلاً عن احتكار تلك الحركات لتفسير الدين، ومحاباة التيارات اليمينية الموالية لها على حساب التيارات السياسية التي تخالفها الرأي. جاء ذلك خلال المؤتمر الصحافي الذي عقد الأربعاء في مقر منتدى البدائل العربي في القاهرة لعرض نتائج "استطلاع المؤشر العربي"، حيث جرى الاستطلاع  في 14 بلداً عربيّاً، هي موريتانيا، والمغرب، والجزائر، وتونس، وليبيا، ومصر، والسّودان، وفلسطين، ولبنان، والأردن، والعراق، والسعوديّة، واليمن، والكويت، خلال الفترة بين تموز/يوليو 2012 وآذار/مارس 2013. وقالت الباحثة في منتدى البدائل العربي الدكتورة رانيا زادة "تأتي أهمية استطلاعات الرأي الذي يعقده المركز العربي للأبحاث ودراسات السياسة بسبب افتقار المنطقة العربية لثقافة استطلاع الرأي، حيث لا تحظى كثير من المراكز البحثية في المنطقة بالمصداقية الكافية، إلى جانب غياب الاستثمارات في ذلك المجال المهم، ومن هنا تأتي الحاجة الماسة إلى استطلاع المؤشر العربي الذي يوضح اتجاهات الرأي العام العربي في العديد من القضايا الخاصة بتقييم الأوضاع الاجتماعية والسياسية والاقتصادية، فضلاً عن اهتمام المواطن العربي في تلك الآونة باستطلاعات أقرانهم في الدول المجاورة، سيما وأن الأوضاع السياسية في مرحلة ما بعد الربيع العربي تتشابه في عدد من الدول من حيث صعود التيارات الإسلامية لقمة السلطة".   وقام بعرض نتائج "المؤشر العربي" منسق برنامج استطلاع الرأي العام العربي لعام 2013 الدكتور محمد المصري الذي صرح "يحتوي المؤشر العربي على 7 محاور أساسية للبحث هي تقييم المواطنين للأوضاع العامة بعد الثورة، ومستوى الثقة في المؤسسات الرئيسية في البلدان العربية، والمواقف تجاه النظم السياسية، ومدى الانخراط في الأنشطة ذات المحتوى السياسي، ودور الدين في الحياة العامة والحياة السياسية، واتجاهات الرأي العام العربي بشأن الدول الأكثر تهديدًا للأمن القومي العربي، وأخيراً رأي المواطنين عن مدى نجاح ثورات الربيع العربي في تحقيق أهم أهدافها والموقف من تصاعد نفوذ الحركات الإسلامية السياسية ". وعلّقت أستاذة العلوم السياسية في جامعة القاهرة الدكتورة نيفين مسعد على نتائج "المؤشر العربي"، وحضر المؤتمر نخبة من ممثلي المراكز البحثية في مصر والمنطقة العربية، وسط حضور كثيف من النشطاء السياسيين والمهتمين بالشأن العام، والصحافيين والإعلاميين.   و"المؤشر العربي" هو استطلاع سنوي يقوم به "المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات" في البلدان العربية بهدف الوقوف على اتّجاهات الرّأي العام العربيّ نحو مجموعةٍ من الموضوعات الاقتصاديّة، والاجتماعيّة، والسياسيّة، بما في ذلك اتّجاهات الرّأي العامّ نحو قضايا الدّيمقراطيّة، والمشاركة السياسية والمدنيّة.