قال ناجح إبراهيم القيادى فى الحركة الإسلامية، إن أسوأ ما حدث فى الثورة أنها أخرجت أسوأ ما فينا، وكشفت القناع عن الآخرين، وهذا ليس عيب الثورة فى حد ذاتها ولكن عيبنا نحن. وتابع، فى الندوة التى نظمها صالون الدكتور علاء رزق الخبير الاقتصادى مساء اليوم الجمعة فى مكتبة مصر العامة، أن الأعراض الجانبية للثورة هى التى نعيشها هذه الأيام، وأننا لم نتمتع بمميزات الثورة ولم نحقق أهدافها حتى الآن، لكننا نعيش مرحلة أعراض الثورة الجانبية وتشخيصها، وأول عرض جانبى للثورة كان حصار المؤسسات السيادية، وكنت أول من تحدث فى هذا الأمر ولم أخشى فى الله أحدا. وأضاف "إبراهيم": "فلسفة الحصار بدأت بحصار وزارة الداخلية فى محمد محمود (1) ومحمد محمود (2) وقلت وقتها، ربما نختلف مع الداخلية ولكن لا يجب حصارها لأنها جزء من الأمن القومى المصرى، وحدث "ضمور" فى العقل السياسى المصرى، حتى أنه حين يحب أن يحتفل بمحمد محمود (1) يحتفل بها بنفس السيناريو ليقع قتلى جرحى ونفس المصابين، ولم نأخذ العبرة من هذه الأحداث، ثم وقع حصار وزارة الدفاع وهذه كانت أول سابقة للأمة المصرية، فلم نر أمة لا مسلمة ولا ملحدة ولا أي ملة تحاصر وزارة دفاعها، لأنها أيضا رمز الأمن القومى المصرى". وأكد "إبراهيم" أن الشعب المصرى أبى أن يحاصر سكنات الجيش، بعد أن هزم فى 1967 بعد هذه المأساة، لأنه كان رمزا للعسكرية، وكان الجيش المصرى قد ظلم فى هذه المأساة، ولابد أن يعطيه هذا الشعب العظيم فرصة لكى يصحح مسيرته، ثم صدق هذا الجيش وعده، وصحح مسيرته وانتصر فى 1973. وأشار "إبراهيم" مؤكدا: "هذا الشعب كان أذكى من الذين حاصروا العباسية، ومن حاصروا العباسية كانوا أنواعا كثيرة جدا، منهم أناس ثوريون، وتكفيريون، وأناس تابعة لأشد الأفكار تطرفا ذات اليمين وذات الشمال، وفى العباسية أذاعوا للمتظاهرين "القرآن" لعلهم يتراجعون وظلوا يسبون الضباط والعساكر". وتساءل "إبراهيم": ما ذنب هذا الضابط أو العسكرى لكى يُسبّ؟ لا أحد يعرف، وتصور البعض أن طنطاوى وعنان داخل هذه السكنات، وأن أول ما "يقتحموا" سيجدونهم خلف هذه الأسوار فيأخذونهم ويقومون بإعدامهم. أضاف "إبراهيم" أن معظم من حاصروا منشآت حكومية، لم يسألوا نفسهم سؤالا مهما، وهو ماذا بعد اقتحام الداخلية؟ أو ماذا بعد اقتحام وزارة الدفاع، أو ماذا بعد اقتحام ماسبيرو، أو بعد اقتحام مدينة الإنتاج؟ أليست هذه أملاكا وأموالا مصرية.