أطلق مسلحون الرصاص الحي أمام كنيسة الكتاب المقدس في منطقة جناكليس في الإسكندرية صباح الخميس، ما أدى إلى حالة من الفزع بين الأقباط وبخاصة مع تزامن الحادث مع احتفالاتهم بأسبوع الآلام، وهي المناسبة التي يتوافد فيها أعداد كبيرة من المصلين على الكنائس.    وأرجع مدير مباحث الإسكندرية اللواء ناصر العبد، واقعة إطلاق النار أمام الكنيسة، إلى مطاردة تمّت بين ضباط المباحث وعصابة تستقل سيارة، ارتكبت جريمة سرقة، حيث أن إحدى السيدات كانت أبلغت عن سرقة حقيبتها من قبل مستقلي سيارة في طريق الجيش في منطقة سيدي جابر، وأوردت في بلاغها أوصاف السيارة ولوحاتها، وقامت مديرية الأمن بنشر مواصفاتها على الضباط كافة.     وأضاف أنه مصادفة لمح ضابط المباحث والقوى المرافقة له والمكلفين بحماية الكنيسة، السيارة المبلغ عن مواصفاتها، فقاموا على الفور بمطاردتها، وتفاجؤوا بإطلاق النار عليهم، وجاءت إحدى الطلقات في بوابات الكنيسة، وبعد مطاردة تمكن رجال البحث الجنائي من ضبط السيارة وبداخلها فرد الخرطوش المستخدم في إطلاق النار على المتهمين.    وأوضح أن المتهمين فروا لكن قوة من إدارة البحث الجنائي تقوم الآن بتتبعهم.    ونفى وجود أي شبهة جنائية أو دوافع طائفية بقصد إطلاق الرصاص على الكنيسة، مؤكداً أن الوضع مستقر داخلها وأمامها الآن. وشهدت الكنيسة حالة من الارتباك بعد وقوع الحادث والذي لم يكونوا قد عرفوا بعد أبعاده والمقصود منه، وتصاعدت المخاوف من تكرار حادث تفجير كنيسة القديسين في سيدي بشر، والذي راح ضحيته أكثر من 100 فقيد ومصاب، في الساعات الأولى من العام 2011 والذي يتُهم حبيب العادلي، وزير الداخلية الأسبق، بالضلوع فيه.    وقامت غرفة العمليات التي تقيمها الكنيسة خلال أسبوع الآلام، بإبلاغ الجهات المختصة بأن شخصاً مجهولاً كان يقود سيارة وقام بإطلاق الرصاص عليها، وتعامل على أثرها رجال الأمن الذين يقومون بحراسة وتأمين الكنيسة معهم، وتم ضبط السيارة.    وطالب محامي الكنيسة جوزيف ملاك، ورئيس مركز المصري للدراسات الإنمائية المعني بالشأن القبطي، باتخاذ إجراءات أمنية مشددة وتكثيف الحراسات على الكنائس، لمنع تكرار هذه الحوادث، وبخاصة مع اقتراب الأعياد الدينية، والتي تُستهل باحتفالات عيد القيامة، مشدداً على ضرورة عدم التراخي مع الحادث لمجرد أنه لم يلحق أذى بأي من رجال الكنيسة أو الأمن الموجود أمامها. ونبّه عضو المجلس الملي في الإسكندرية نادر مرقص، إلى أن الحادث الذي يأتي قبل ساعات من نهاية أسبوع الآلام، والذي وقعت فيه أهم الأحداث في حياة السيد المسيح مثل العشاء الأخير في يوم الخميس وينتهي بالجمعة العظيمة، التي صُلب فيها، وسبت النور، والقداس الإلهي، مؤكداً أنه أمر مقصود ومدبر، ولا يجب أن يمر من دون حساب.    وطالب أمين حزب الأحرار الدستوريين محمد يكن، رئيس الجمهورية الدكتور محمد مرسي بالمزيد من الإجراءات التي تطمئن الإخوة الإقباط الذين يعيشون في وطنهم مصر، وقال " إننا على ثقة من أن لا أحد يستطيع النيل من ترابط هذا الوطن".    فيما طالب منسق حركة تغيير في الإسكندرية إيهاب القسطاوي، النظام الحاكم بإعلان عجزه عن حماية دور عبادة الأقباط في مصر، وإفساح المجال للقوى الوطنية الشريفة والنشطاء والثوار، لإقامة لجان شعبية للدفاع عنها، بدلاً من تركها مرتعاً سهلاً للخارجين عن القانون، للاعتداء على مرتادي الكنائس في أيام أعيادهم.