يواصل الكاتب الكبير محمد حسنين هيكل، في الحلقة الرابعة مع الإعلامية لميس الحديدي من برنامج «مصر أين.. ومصر إلى أين»، بقناة «سي بي سي»، عن الإخوان ونظام الحكم. وقال إن الإخوان وصلت لميدان التحرير والمشاركة فى ثورة 25 يناير، متأخرة، مشيراً إلى أن إلغاء حظر الشعارات الدينية فى الانتخابات من أكبر الأخطاء، وتمنى إغلاق صفحة النائب العام واختيار آخر، ويتحدث عن العلاقة بين الإخوان والأمريكان، التى قد تبدو للكثيرين متناقضة فى جوهرها، وفى قيمها.  نبدأ الحلقة، بالحديث عن أمر يخصنا جميعا وهو الإعلام، وهذه التهديدات، التى انتقلت من مرحلة الحصار ومن ثم مرحلة البلاغات إلى مرحلة التهديد بإغلاق المحطات، كيف تفسرها وإلى أين تأخذنا؟ - باستمرار هناك علاقة تناقض بين كل سلطة وكل إعلام، كلاهما يقف على طرفى النقيض، السلطة باستمرار تريد أن تحتفظ بما تفعله لنفسها وتعطى لها الحق فى الولاية فى التصرف فى الشأن العام، بينما الإعلام والصحافة راغبان  فى أن يذيع وأن يتحرر ويكشف الحقائق للناس لأنها مسئوليته، فالتناقض الأساسى موجود فى كل العصور، لكن المشكلة فى الإخوان أنهم أتوا لسلطة بعد تجربة شديدة المرارة، واضطهاد باستمرار، لكن عندما جاءت ثورة 25 يناير والسؤال حينها كم ساهم الإخوان بها، سنجد أنهم جاءوا متأخرين جدا عن الميدان، حيث كان لديهم بعض الترتيبات، ووجدوا أنفسهم فجأة بأن السلطة جميعها وقعت فى أيديهم، فنجد حينها أنهم لم يكونوا مهيئين أو مستعدين، وشاهدوا السلطة فى أكبر صورها «الهيلمان»، فقد تعودوا على العمل السرى، فقد وصلوا للمرتجى فى نهاية المطاف، وتساءلوا، كيف يمكن أن يحدث هذا، وشعروا بصدمة ما، وهى صدمة العصر، ووجدوا أنفسهم فى صدام ليس مع الإعلام فقط بل مع المجتمع كله، فالإخوان يرون السلطة إمامهم ولم يتعودوا على النقد الساخ