انتقد سياسيون قرار مجلس الشورى بإلغاء حظر استخدام الشعارات الدينية في الدعاية الانتخابية، مشيرين إلى أن ذلك يهدد سلامة الأمن الاجتماعي المصري ويزيد من حالات الاستقطاب الديني في المجتمع، ما يؤدي إلى مزيد من الفوضى وعدم الاستقرار، ويكرس للدولة الدينية في مصر. وقال رئيس الحزب "الناصري"، سامح عاشور ، إن قرار إلغاء حظر استخدام الشعارات الدينية في الدعاية الانتخابية ، غير مسؤول و يأتي استمرار لحالة الفوضى التي تشهدها البلاد، مشيراً إلى أنه سيزيد من حالة الاحتقان الديني الموجودة في المجتمع ، لأنه سيكون من حق المسيحيين أيضاً استخدام شعاراتهم الدينية الخاصة بهم، لافتاً إلى أن ذلك قد يؤدى إلى إحداث فتنة طائفية. وقال الناشط الحقوقي عضو المنظمة العربية لحقوق الإنسان حسن الشامي، ، إن هذا القرار يخالف المعايير الدولية لحقوق الإنسان ، ويشكك في ضمان ونزاهة العملية الانتخابية، لافتًا إلى أن استخدام الشعارات الدينية يؤدى إلى اشتعال الفتنة الطائفية ويهدد استقرار وتماسك البلاد. وأوضح "الشامي" أنه مع إلغاء الحظر سوف نرى خلال الانتخابات القادمة المزيد من الاستقطاب الديني في الشارع ، دون تقديم رؤية وبرامج حقيقة للإصلاح السياسي والاقتصادي ما يدلل على أن تيار الإسلام السياسي يواصل مساعيه لاستخدام الدين في حسم الصراع السياسي مع القوي المدنية التي تركز علي الإصلاح السياسي والاقتصادي . في السياق ذاته رأى  رئيس حزب "مصر العربي الاشتراكي"، اللواء عادل القلا ،أن إلغاء حظر الشعارات الدينية في الانتخابات البرلمانية أو الرئاسية أو أي انتخابات يؤكد على أن مصر تسير من سيء إلي أسوأ ، لافتا إلي أن صراع تيار الإسلام السياسي يحاول أن يجعل كل الانتهاكات السابقة في الانتخابات الماضية من استخدام الشعارات الدينية  قانونية ومشروعية مما يسهم في عملة الاستقطاب السياسي والديني والذي سيكون له تأثيره علي سلامة الأمن الاجتماعي المصري ، ويكرس بشكل أو بأخر للدولة الدينية ، وليس لدولة المواطنة التي يطالبها المصريون جميعًا. وأعرب أمين عام حزب "المصري الديمقراطي" أحمد فوزي، عن رفضه للقرار، مشيرًا إلى أنه يقطع الطريق أمام أية محاولة للتوافق حول ضمانات الانتخابات، وبالتالي يباعد بين محاولات خوض القوى الديمقراطية للانتخابات، لأن "الإخوان المسلمين" يصرون على ألا تخوض القوى المدنية للانتخابات، لافتا إلى أن الإخوان كانوا يستخدمون الشعارات الدينية رغم حظرها من قبل، ولكنهم الآن يستفزون القوى الديمقراطية لعدم المشاركة. واعتبر  القيادي اليساري والنائب السابق في مجلس الشعب أبو العز الحريري، أن إلغاء مجلس الشورى حظر الشعارات الدينية في الدعاية للانتخابات، هو بمثابة إعلان لجماعة "الإخوان المسلمين" عن الدولة الدينية، وهذا النص يؤدي إلى هدم أي مشروع دستوري أو انتخابي، موضحًا أن استخدام الشعارات الدينية يؤدى إلى بطلان أية انتخابات تُجرى في الدولة دستوريًا وأخلاقيًا، ويمهد لوضع مصر كدولة طائفية. وأكد الحريري أن جماعة "الإخوان المسلمين" تريد أن تستخدم الدين للوصول إلى السلطة مرة أخرى عقب فشلها في إدارة البلاد وتأثير ذلك على شعبيتها في الشارع المصري ، وفشلها الذريع في الانتخابات الطلابية  التي شهدتها مختلف الجامعات المصرية، وفشلها في الانتخابات النقابية المهنية والتي كانت تعتبر حكرًا على جماعة "الإخوان المسلمين" في عهد الرئيس المخلوع، مشددا على أنهم مهما استخدموا شعارات دينية فإن الشعب سوف يسقطهم في النهاية ، ولن ينجحوا في استخدام الدين لاستعباد الشعب المصري ، ولن يستطيعوا تطبيق النموذج الإيراني في مصر.