تحولت الألعاب النارية من مجرد لعبة للأطفال أو الشباب في الأفراح والحفلات وبقدوم شهر رمضان إلى سلاح قاتل أصبح لا غنى عنه في أعمال الشغب والاحتجاجات والمشاجرات حيث لم تتوقف عند حد اللهو واللعب بها نظرا لسهولة الحصول عليها وقلة أسعارها ما حَوّلها إلى الحصان الرابح في وقت ارتفعت فيه أسعار الأسلحة كافة نظرا للظروف التي تمر بها البلاد، حيث زاد الإقبال على شراء الألعاب النارية في محافظة السويس بعد قيام ثورة 25 كانون الثاني /يناير بصورة تزيد عن 50% عن ما قبل قيام الثورة وتحول البعض منها إلى أسلحة تسبب الدمار والوفاة وشهدت الأحداث الأخيرة دورا كبيرا للألعاب النارية في أعمال الشغب في السويس. وحينما تريد شراء الألعاب النارية في السويس، فلابد من التوجه إلى شارع أحمد عرابي أو إلى الغريب ، حيث تجد الباعة في أحمد عرابي على جانبي الشارع في العلن ويفترشون أنواعا معينة ويخبئون باقي الأنواع في مكان ما قريب منهم. أما ميدان الكسارة في الغريب فتجدهم في محلات بيع مخلفات السفن ، حيث أن هناك أحد الشوارع الضيقة الذي لا يتعدى عرضه مترين أو ثلاثة أمتار وتجده مكتظا بالمواطنين الذين يقومون بالتسوّق وفيه أنواع الألعاب النارية كلها سواء كان للأفراح أو للأطفال أو ألعاب الأعياد ويفترش العشرات من الشباب بضاعتهم أمام المحلات بأنواع عديدة وجديدة من الألعاب النارية الحديثة والقديمة الرخيصة والغالية وعندما تسأل عن أسعار الصواريخ يقال لك (لو هتشتري اشتري مش هتشتري امشي عشان دي ألعاب ممنوعة ولو شافنا حد من الشرطة هيحبسنا) وهي جملة يرددها بائعو الألعاب النارية كلهم في السويس وحسب تأكيد أكثر من تاجر تنتشر الألعاب النارية طوال أيام العام وبخاصة في الأعياد وأحداث الشغب ومبارايات كرة القدم حيث تكون نسب الإقبال أعلى مما يزيد من حجم القوة الشرائية عندهم ويوجد منها أنواع عديدة منها الصاروخ الأصفر الذى يباع بـ 5 جنيهات للعلبة الواحدة وهذه الأنواع يكون الإقبال عليها كبيرا لانخفاض أسعارها والصاروخ 2 طلقة الذي يباع ب 15جنيها للعلبة وتتراوح أسعار الفرزوكة وهو نوع من أنواع الصواريخ مابين 10 إلى 15 جنيهات للعلبة وتخرج أكثر من طلقة بعد إشعال الفتيل والمدفع الورق يباع بـ7 جنيهات والشجر تخرج 36 لونا مختلفا وتباع بـ15 جنيهات والكونو 2×1 تباع بـ20 جنيها للعلبة الواحدة، والقُلَّة عبارة عن شكل قُلّة فخارية صغيرة تخرج ألوانا عندما تنفجر وتباع بـ5جنيهات للواحدة، والكرام التي تخرج أكثر من 45 لونا تُباع بـ35 جنيها والنافورة تخرج 99 لونا ب25 جنيها للواحدة والعَصَاة تباع بـ15 جنيها للواحدة أما الخرطوم فيخرج 25 طلقة بـ12 جنيها للواحدة وعما إذا كانت هذه المنتجات محلية قالوا إن هذه المنتجات كلها صيني ماعدا البمب بمختلف أنواعه وأنها تدخل البلاد بطرق غير مشروعة. "الشمروخ" ويعتبر الشمروخ من أهم الألعاب النارية وأكثرها رواجا حيث تحول إلى سلاح قاتل في أيدي الجميع ونتج عنه حوادث متعددة في محافظة السويس. ويرجع استخدام "الشماريخ" إلى دول شمال أفريقيا، حيث كانت جماهير الكرة فيها أول من استخدمها في مباريات كرة القدم، وقد عرفت الجماهير العربية طريق "الشماريخ" من دول أوروبا الشرقية، تحديدا وروسيا وصربيا وأوكرانيا وكرواتيا، بالإضافة إلى إيطاليا التي نجحت في الأعوام الأخيرة في تقليص هذه الظاهرة. وهناك ثلاثة أنواع من الشماريخ، منها الدخانية فقط، وهي أربعة أنواع، الأول منها يحترق في 4 دقائق ووزنه 18 غراما ويخمد بالمياه، والثاني زنته 66 غراما، والثالث زنته 95 غراما ويمتد حريقه لدقائق، أما الرابع فوزنه ومدة احتراقه حسب الكمية المستخدمة فيه. والنوع الثاني من الشماريخ هو الدخاني والناري، وله ثلاثة أنواع وجميعها لا يتم إطفاؤه إلا بمطفأة الحريق، ووزنهم يتراوح ما بين 60 - 360 غراما. أما النوع الثالث فهو ناري فقط، ووزنه يتراوح ما بين 60 و120 غراما، ويتميز بقوة الإضاءة، ويتم إطلاقه في الهواء مباشرة، وهو أكثر أنواع الشماريخ خطورة لأنه قد يؤدي إلى الموت لو أصاب الوجه مباشرة وتتراوح أسعار الشماريخ ما بين 70 و150 جنيها وتشتري روابط مشجعي الأندية "الشماريخ" من المدن الساحلية وعلى رأس هذه المدن محافظة السويس عن طريق عمال السفن الذين يحصلون عليها من السفن الأجنبية، والمصرح لها باستخدام هذه المفرقعات لإشعالها في البحر لأغراض الاستغاثة والعروض الفنية في البر والبحر والجو، وتعتبر من وسائل الأمان الأساسية للسفن، كما أنها مصممة بأعلى درجات الحماية والأمان بحيث لا تضر من يستخدمها وهي تصنع أساساً من مواد كيماوية ضارة، مثل نترات السترونتيوم، وفوق كلورات البوتاسيوم، والكبريت والماغنيزيوم، لتخرج ألواناً نارية عدة وتشكل هذه المواد خطراً على العين والجلد ويمكن إذا ما استخدمت عشوائياً أن تسبب عاهات مستديمة وباتت الشماريخ تروع أي زائر أو مشاهد لمباريات كرة القدم وبخاصة بعد التسيب والانفلات الأمني الذي تشهده البلاد في هذه الأيام حيث أن قوات الأمن كانت في الماضي يمكنها أن تخلي أي مدرج يثير الشغب ومادام لا يملك الحصانة التي تمكنه من القبض على هذه المجموعة الخارجة عن القانون أما الآن يخشى تفتيشهم أثناء الدخول. وتحولت الشماريخ أيضا إلى وسيلة احتجاج شعبية جديدة بعد ثورة 25 كانون الثاني/يناير وتستخدم أيضا في أعمال الشغب وهو ما شاهدته محافظة السويس من إطلاق وابل منها في اتجاهات مختلفة في الأيام الأخيرة. ويَسْتَخْدِم الشماريخ في الأساس بحّارة السفن في عرض البحر في حال الاستغاثة إذ تطلق دفعة نارية هائلة للتنبيه إلى أن السفينة تتعرض للخطر. كما تستخدم في المناطق الصحراوية للاتصال وتجيّرها الجيوش في المناورات، وهي ممنوعة من التداول وفقاً للسلطات الأمنية. وتحبط قوات الأمن المصرية محاولات عدة لتهريب الملايين من عبوات «الشماريخ»، من موانئ السويس إلى داخل البلاد وبرغم هذا تنتشر في شوارع السويس كلها، وفي النهاية فإن الشمروخ مصمم لغرض معين أما إذا تحول إلى احتجاج أو احتفال فالنتيجة المؤكدة واحدة هي خطر الأذى العام. "استخدام هذه الألعاب في أعمال الشغب وفي مباريات كرة القدم" تعاني الملاعب العربية خاصة في دول شمال أفريقيا من ظاهرة الشغب التي تهدد مباريات كرة القدم، ووصل الحال بالاتحاد التونسي لكرة القدم، بمنع وجود الجماهير في المدرجات لنهاية الموسم الحالي بعد استئناف البطولة عقب ثورة الياسمين وكاد الأمر يتكرر في الدوري المصري عقب أحداث الشغب في لقاء الاتحاد ووادي دجلة وبعد أحداث مجزرة بورسعيد التي راح ضحيتها ما يقرب من 75 مشجعا من جمهور الأهلي أصبحت قضية الألتراس هي حديث الصباح والمساء في الشارع الكروي المصري على خلفية الكارثة التي شهدها استاد بورسعيد ولأن هذه الفئة أصبح لها تأثير في المجتمع فإن البعض يرى أنها تحولت إلى دولة داخل الدولة ترفض القوانين وتسن قوانين خاصة بها، حتى وصل الأمر إلى رفضها الدخول في أي حوار مع أي جهة للعدول عن شغبها الناري والتوقف عن إشعال الشماريخ في مدرجات الملاعب رغم ما تمثله من خطر، ومن أهم ملامح الشغب في الملاعب وفي أعمال الاحتجاجات إطلاق المفرقعات النارية المسماة بـ"الشماريخ" التي تشتعل في المدرجات فرحا أو غضبا، وهذه "الصواريخ" يمنعها الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" ويجرمها لخطورتها على الموجودين في الملاعب ولسبب هذه "الشماريخ" تعرضت فرق عربية عدة للعقوبات المالية سواء من الاتحادات الأهلية أو القارية، لدرجة أن ناديي الأهلي والزمالك في مصر تعرضا لعقوبات مالية من الاتحاد المصري لأكثر من 300 ألف  جنيه (50 ألف دولار) هذا الموسم فقط.