قال شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب، إن الأزهر مستعدٌ يكمِّل رؤى الغير في قانون الصكوك الإسلامية إذا ما أحيل إليه ا من طريق رسمي وشرعي، أن ينظر فيه ويسدّ ما عساه أن يكون فيه من خلل، ويجيزه إذا كان مبرأً من العيوب. وأضاف خلال استقبال رئيس  الهيئة البرلمانية لحزب "النور" الدكتور عبد الله بدران والوفد المرافق له " أن الأزهر الشريف بيت الأمة المصرية، وهو يفتح أبوابه  كعادته لكل المصريين، ولا شك أن هناك كثيرًا من علامات الاستفهام التي تحتاج إلى التفكير والتأمل والبحث والتحليل، وذلك بامتلاك القدرة على فهم الواقع وتحديد مواطن الخلل ودقة التعامل معه في ضوء الإمكانات المتوفرة، والظروف المحيطة، فلا مجال لرفع شعار "ليس في الإمكان أفضل مما كان" فهذا عجزٌ معيبٌ، وتكريسٌ للأمراض والعلل. وأوضح فضيلة الإمام الأكبر، أن الأزهر لم ولن يقصِّر في بيان الحكم الشرعي في قانون الصكوك أو أي مسألة تطرح عليه، وأن الأزهر يعلم أن الاجتهاد في القضايا المستجدة، وبيان الحكم الشرعي لها من لوازم خلود الشريعة الإسلامية، وصلاحيتها لكل زمان ومكان، لافتا إله انه لا شك أن هيئة كبار العلماء هي محل العلم و الفتوى والاجتهاد الجماعي الذي يرشد الأمة إلى ما فيه خيرها في الدنيا والآخرة. وقال فضيلة الإمام الأكبر نحن لا نستطيع كأزهر إلزام مجلس الشورى بعرض قانون الصكوك على هيئة كبار العلماء و خاصة بعد ما تم إقراره، والقانون الآن بين يدي فخامة الرئيس، وله واسع النظر في اتخاذ ما يراه مناسبًا، وأضاف إن موقفنا هذا واضح أشد الوضوح، فلسنا في دولة دينية بالمفهوم الغربي، ولسنا دولة ولاية الفقيه، إذ الأزهر يعارض أشد المعارضة دولة ولاية الفقيه، والإسلام لا يعرف هذه الصور الثيوقراطية من الحكم الديني كما هو معروف في العصور الوسطى في الغرب . قال الدكتور عبد الله بدران : إن الهيئة البرلمانية لحزب النور قد قدمت التماسًا لرئيس الجمهورية تطلب فيه إعادة القانون لعرضه على هيئة كبار العلماء ،مضيفا أن  قناعته بدور الأزهر لن تهتز أبدًا، وأن كل المصريين يثقون في الأزهر، و شيخه، و يلجئون إليه إذا ما تفرقت السبل بالقوى الوطنية.  وأوضح بدران أن حزب النور متمسك بعرض كل القوانين على هيئة كبار العلماء، مثمنين جهود الإمام الأكبر، والهيئة في الدفاع عن أهل السنة و الجماعة ضد أي مخالف، واصفا موقف الأزهر الشريف تجاه مشروع الصكوك، بالموقف المشرف، مشيرًا إلى أن الحزب مؤيد بكل حزم لموقف الأزهر من الصكوك وإذا اعترض الإخوان أو مجلس الشورى على أن يكون الأزهر هو صاحب السلطة الرقابية الشرعية على المشروع سنقاضيهم . ا قال الدكتور عضو مجمع البحوث الإسلامية وعضو مجلس الشورى الدكتور حامد أبو طالب، إن  مقابلة شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب بوفد من الهيئة البرلمانية لحزب النور برئاسة الدكتور عبدالله بدران , جاء بناء على طلب من الهيئة البرلمانية لحزب "النور" السلفي لعرض وجهة نظر الحزب في بعض القضايا الراهنة على الساحة السياسية وبخاصة قانون الصكوك الإسلامية، المقدم من وزارة المال لإنقاذ الاقتصاد المصري . وأضاف أبو طالب أن هناك طلب مقدم من هيئة حزب "النور" للأزهر لدراسة أخر ما طرا على بنود المشروع من تغيرات من قبل مجلس الشورى ودراستها من قبل هيئة كبار العلماء بشكل واف لإبداء الرأي الشرعي النهائي فيها وقد أبدى أعضاء الهيئة البرلمانية لحزب النور اعتراضهم على موافقة الشورى دون انتظار رأى الأزهر الشريف، مشيرين إلى أن الأزهر مؤسسة دينيه كبرى لا يمكن الاستهانة بها من قبل أي مؤسسة في الدولة مهما كانت . من جهة أخرى أبدى شيخ الأزهر الشريف  حزنه الشديد، وإدانته لمظاهر العنف البغيضة في حارات وشوارع مدن مصر، ومن تعدٍ على المقدسات والمساجد والأنفس المعصومة، وكذلك ما نراه على شاشات التلفاز من افتئات على الدولة و القانون، وذلك عندما يأخذ الأفراد حقوقهم بأيديهم بعيدًا عن النيابة والقضاء والمؤسسات المختصة، وقال: أريد أن تسمعوها مني صريحة: إذا كنا سنفشل في صنع السلام فيما بيننا ونحن نحمل عناوين إسلامية، فأين سيوجد السلام؟  وقد تطرق الحوار لعدة قضايا، منها قضية فيديو الدكتور ياسر برهامي ، وما قيل فيه من اتهامات، حيث قال فضيلة الإمام لقد آلمني كثيرًا ما شاهدته في هذا الفيديو من افتئات، وخاصة أنني كنت أعتقد أن الأزهر على علاقة طيبة بالدكتور برهامي، وقد زارنا في المشيخة، وكان ودودًا جدًا، وقد أثار في كلمته أشياء هو أول من يعلم حقيقتها. و أضاف فضيلته إنني مازالت مصرًا على أن شيخ الأزهر يجب أن يكون سنه من الستين إلى السبعين،ولكن علماء الأزهر رفضوا هذا الاقتراح الذي مازلت مصرًا عليه، وأرجو أن يهديهم الله للأخذ بهذا الرأي الذي يناسب الأزهر بصفته منارة للإسلام والمسلمين، ويحتاج دائمًا إلى شيخٍ معطاءٍ قادرٍ على العمل المتواصل. وهنا قام المهندس عبد المنعم الشحات المتحدث باسم الدعوة السلفية، بتقبيل رأس ويد  شيخ الأزهر، معتذرًا له عن كل حدث، وقبل الإمام الأكبر اعتذاره قائلًا : إن همومنا واحدة ، وينبغي أن تصرف الجهود إلى ما فيه صلاح مصر وأهلها.