أنهت القيادات الشعبية والتنفيذية في محافظة أسوان خصومة ثأرية بين عائلتين في مدينة البصيلية في إدفو استمرت لأكثر من 28 عامًا، وهما عائلتا آل المعمري وآل حسن موسى من أبناء قرية الشماخية، حيث شهد مراسم الصلح بين العائلتين حوالي 3 آلاف من أهالي المحافظة والمحافظات المجاورة، يتقدمهم محافظ أسوان ونائب مدير أمن أسوان اللواء جمال الفولي، ولفيف من القيادات الأمنية والتنفيذية والدينية الإسلامية والمسيحية. وتعالت صيحات التهليل بإنهاء الخصومة بعد نجاح لجنة المصالحة برئاسة السيد الشيخ عبد السلام مصطفي والشيخ فارس علي إبراهيم الجزيري . وأكد مصطفى السيد في كلمته التي ألقاها على أهمية إنهاء مثل هذه الخصومات ونبذ الخلافات، وردم بؤر الدم، تطبيقًا للمعاني السمحة للدين الإسلامي، لإرساء دعائم الاستقرار والسلام والأمان من أجل تحقيق أمال وطموحات فئات المجتمع كافة، والوصول إلي التنمية الشاملة في المجالات الحياتية كافة. وأشاد المحافظ بالجهود المتميزة لرجال الدين والقيادات الأمنية والشعبية، وبدور راعي مساعي الصلح في المحافظة السيد الشيخ عبد السلام مصطفي يوسف في التوفيق بين العائلتين لوقف إراقة الدماء، وتحقيق التسامح بين أبناء المجتمع الواحد، مؤكدًا على أن مصر في هذه المرحلة المصيرية تحتاج من الجميع إلى التكاتف، والالتفاف على هدف واحد بإقامة دولة ديمقراطية حديثة تحترم الحريات والحقوق والواجبات، وهو الذي لن يتأتى إلا بالسعي للصلح ووحدة الصف بين أفراد المجتمع، من خلال تحقيق الوئام وتصفية النفوس والإصلاح بين الناس، وإلى تحكيم صوت العقل، والتفرغ إلى العمل المثمر فقط، وخاصة في هذه المرحلة الحرجة التي تمر بها مصر، والتي تحتاج من الجميع إلى الحكمة، ودعم أسس السلام الاجتماعي . وتعود وقائع الخصومة الثأرية إلى العام 1985 نتيجة حدوث مشاجرة بين سيد عبده المعمري، 21 سنة، من عائلة آل المعمري وحمادة ماهر حسن السايح، 21 سنة، من عائلة آل حسن موسي لخلافات على ملكية منزل، مما أدى إلى تطور الأحداث التي أسفرت عن مصرع الأول، وتم إلقاء القبض على الثاني، الذي صدر بشأنه حكم المحكمة بالسجن المشدد لمدة 5 سنوات، وبدأت مساعي الصلح منذ ذلك الحين، والتي انتهت بتحقيق التصالح بين العائلتين.