"قوافل شارقة الخير" تجوب بالعطاء أرجاء أربع دول إفريقية

الفقر والمرض والجوع ثلاثي، يهدد الحياة في القارة السمراء، وفي ظل ما تعانيه شعوب ودول إفريقيا، وعدم توفر أدنى مقومات الحياة، وقفت دولة الإمارات ومؤسساتها الخيرية إلى جانب إفريقيا، من خلال ما تقدمه من مساعدات إنسانية، لتوفير العيش الكريم لكثير من أهل القارة، الذين بالكاد يستطيعون تأمين قوت يومهم، فقوافل الخير والعطاء الإماراتية لا تتوقف، هي غرس القائد المؤسس المغفور له، بإذن الله، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، فكان العمل الإنساني أولوية لمساعدة المحتاجين والفقراء في العالم.
نموذج إنساني
"قوافل الخير" نموذج من نماذج العمل الإنساني الذي نفذته الدولة في كل من النيجر وبوركينافاسو وموريتانيا والسنغال، وهو برنامج عرض على تلفزيون الشارقة، خلال النصف الأول من الشهر الفضيل، بالتعاون مع جمعية الشارقة الخيرية، قدمه حسن يعقوب المنصوري، مدير القطاع الإذاعي في مؤسسة الشارقة للإعلام، في دورته الثانية، بعد تصوير الدورة الأولى منه لتسليط الضوء على مشاريع إنسانية عدة في بعض الدول في قارة آسيا وشرقها.
وأكد المنصوري أن البرنامج يسلط الضوء على المشاريع الإنسانية والمساعدات التي تقدمها جمعية الشارقة الخيرية في كثير من الدول التي تعاني الفقر والحرمان، حيث استمر تصوير البرنامج خلال 21 يوماً في رحلة كاملة، وتم بثه خلال النصف الأول من الشهر الفضيل في 16 حلقة وتعاد الحلقات خلال النصف الثاني من رمضان.
وأشار إلى أن فكرة البرنامج كانت نابعة من أن أغلب المشاريع التي قدموها، كانت مباشرة وموجهة لجمع التبرعات، فكان هذا البرنامج نواة عمل امتاز بالإبداع لإيصال صورة حية إلى المتبرعين، عن بعض المشاريع التي نفذت من خلال تبرعاتهم.
رحلة مخاطر
لم تكن الرحلة على قدر من السهولة، بل على العكس، حيث كانت المخاطر رفيق الدرب فيها، ففي النيجر، وعندما حل المساء وألقى الليل بظلامه، كان فريق العمل يتوجه إلى إحدى القرى، وكان الوصول إليها صعباً ومجازفة خطرة، حيث يتطلب الوصول إليها عبور النهر المحيط بها، وحينها كان فرس النهر يتربص بفريسة فآثروا البقاء على الضفة إلى أن يحين الوقت المناسب، ويسمح لهم حماة النهر بالعبور، حتى لا يتعرض لهم، ففي حال سبب القارب له بعض الإزعاج يقوم بمهاجمته، وبعد انتظار تمكنوا من العبور واكتشفوا حينها أن فرس النهر كان قريباً إلا أنه لم يحدث أي ضرر. وفي بوركينافاسو، كان فريق العمل يحضر للذهاب إلى إحدى القرى، وقبل التحرك أرسلت إليهم الحكومة مركبة مزودة بقوة لحماية الشخصيات والوفود الإعلامية تفادياً لأي خطر يواجههم، أو أي هجوم مسلح، ففي وقت سابق شن مسلحون هجوماً على أحد الوفود وقتلوا 35 شخصاً، لذلك كانت الحماية شيئاً أساسياً في تلك الرحلة.
مشاريع
سلط البرنامج الضوء على مساعدات كثيرة ومشاريع كبيرة للمحتاجين في تلك الدول، ففي النيجر عانت امرأة مطلقة لديها 10 من الأبناء تركها زوجها ولاذ بالفرار، قسوة الحياة فلم تكن تستطع إطعام أبنائها، حتى إنها كادت تموت من الجوع، فتوجهت إلى مكتب جمعية الشارقة الخيرية هناك وطلبت المساعدة اللازمة، وحينها وفرت لها الجمعية طاحونة لطحن الحبوب، حيث يعتمد هناك الناس على طحن الحبوب، وقاموا بعمل غرفة صغيرة لممارسة مهنة الطحن فيها، كما اشترطوا عليها إعادة المبلغ الذي دفعوه ثمناً للطاحونة حتى يستفيد منه أشخاص آخرون، وبدأت المرأة تعمل بجد وتمكنت من توفير العيش الكريم لأبنائها، وإرجاع ثمن الطاحونة، حتى إنها قامت بتوفير فرصتي عمل لشخصين من سكان القرية نظراً لكثرة العمل.
وفي النيجر أيضاً، وفي إحدى القرى، حثت الجمعية السكان على ممارسة مهنة الصيد كونها المهنة التي يعملون فيها، إلا أن النقص الكبير في القوارب التي يمتلكها أشخاص يقومون بإيجارها للسكان ويبلغ عددها 4 قوارب، يحول دون ممارسة هذه المهنة، فقامت الجمعية بشراء 105 قوارب للسكان الذين قاموا بالعمل في الصيد وإعادة ثمن القوارب للجمعية من خلال الصيد والبيع، وبهذا استطاعت الجمعية توفير العمل لهم وإعادتهم لممارسة مهنتهم المعتادة قبل أن تندثر.
وفي بوركينافاسو، قدمت الجمعية مشروعاً لسكان القرية بتوفير 20 بقرة حلوباً لـ20 أسرة، وقامت العائلات بتعيين رجل من القرية ليقوم بالرعي بها مقابل أجر، واستفادت العائلات من بيع الحليب ومشتقاته، وقامت بإعادة المبلغ للجمعية لشراء أبقار لأسر أخرى، وذكر حسن يعقوب أنه التقى امرأة استفادت من المشروع، حيث أكدت له أنها استفادت كثيراً من خلال شرب الحليب وتأمين قوت يومها، ومن ثم البيع لسكان القرية.