أكد مدير الشؤون الفنية بالإدارة العامة للأدلة الجنائية في شرطة دبي، العقيد خالد السميطي، أن الإدارة استخدمت جهازًا جديدًا متحركًا ومتطورًا لقياس نسبة الغاز السام في الجو، في كشف أسباب وفاة شخصين وإصابة ثالث بسبب استنشاقهم غازًا سامًا داخل حفرة كانت تعد لتكون خزان مياه أسفل بناية في دبي.

وأوضح السميطي أن الواقعة حدثت مطلع الشهر الماضي، إذ أبلغت الإدارة بوفاة شخصين وإصابة ثالث في مبنى تحت الإنشاء بشارع نايف، واشتباه في استنشاقهم غازًا سامًا منتشرًا في المكان.

وأضاف أنه تم انتداب خبراء من قسم الكيمياء إلى المكان وتبين أن هناك فتحة في الطابق الأرضي تقود إلى حفرة تحت الأرض كانت تجهز لتصبح خزان مياه جوفية، وتم معالجة جوانب وحوائط الخزان بمادة مخصصة لعزل المياه ومنع تسربها، إذ نتج عنها غاز ثاني أكسيد الكربون السام، وتسببت في انتشاره بالمكان نظرًا لأنه أثقل في الوزن من الأكسجين، لافتًا إلى أن عمالًا اتجهوا إلى المبنى لإنهاء التجهيزات ومعالجة جدار الخزان، إذ نزل أحدهم إلى الحفرة لفحصها، ولاحظ زملاؤه إصابته بالدوار، فنزل آخر إلى الحفرة لمساعدته لكنه شعر أيضًا باختناق وأدرك خطورة البقاء، فبادر إلى الخروج سريعًا، لافتًا إلى أن عاملًا ثالثًا هبط محاولًا إخراج زميله الأول، لكنه لم يتمكن من ذلك وأصيب بدوار، ثم سقط مغشيًا عليه وماتا متأثرين باستنشاق غاز ثاني أكسيد الكربون السام.

وأوضح السميطي أنه تم استخدم الجهاز الجديد وتوصل إلى أن نسبة غاز ثاني أكسيد الكربون في المحيط الذي يقع خارج الحفرة نفسها، خطرة للغاية وتزيد على 27 ألف وحدة.

وأشار إلى أن الإجراء الذي كانت تطبقه الإدارة سابقًا في مثل هذه الحالات، هو الحصول على عينة من الهواء بواسطة عبوات مخصصة لهذا الغرض، ثم نقلها إلى الإدارة، ما يحتاج إلى يوم كامل للفحص وإظهار النتائج، لكن تبنت القيادة استراتيجية جديدة تعتمد على التوسع في استخدام الأجهزة المتطورة المتحركة، للفحص في موقع الحادث، اختصارًا للوقت وحفاظًا على العينات المستخدمة.

وذكر السميطي إن هناك اتجاهًا لاستخدام أجهزة مماثلة في مطارات دبي، وقرية الشحن، والجهات التي تستلزم تدخلًا سريعًا لفحص العينات التي يشتبه فيها، مثل تلك التي تضبط مع مسافري الترانزيت، والتي كانت تهدر كثيرًا من الوقت في عملية نقلها إلى المختبر الجنائي بالإدارة، ما يضيع رحلات السفر على هؤلاء المسافرين، لكن مع استخدام الأجهزة الجديدة سيتم فحص تلك العينات في أماكنها خلال دقائق، واتخاذ الإجراء المطلوب بناء على النتائج.