الدكتور راشد بن حمد الشرقي

أدى الشيخ الدكتور راشد بن حمد الشرقي رئيس هيئة الفجيرة للثقافة والإعلام، يرافقه الشيخ مكتوم بن حمد الشرقي عصر أمس، بجامع الإمام البخاري في منطقة قدفع بالفجيرة صلاة الجنازة على جثمان شهيد الوطن البطل محمد راشد علي الظنحاني، أحد جنودنا البواسل الذي استشهد إثر حادث تدهور آليته العسكرية، خلال أدائه واجبه الوطني في عملية "إعادة الأمل"، ضمن التحالف العربي الذي تقوده المملكة العربية السعودية للوقوف مع الشرعية في اليمن. كما أدى الصلاة عدد من المسؤولين وكبار ضباط وأفراد القوات المسلحة والشرطة وجموع غفيرة من المواطنين والمقيمين. وشيع المصلون جثمان الشهيد إلى مثواه الأخير، حيث وري جثمانه الطاهر الثرى بمقبرة قدفع.

ودعا الجميع الله العلي القدير أن يتغمد شهيد الوطن بواسع رحمته، وأن يسكنه فسيح جناته مع الشهداء والصديقين والأبرار، وأن يلهم ذويه الصبر والسلوان.

وكان جثمان الشيهد وصل إلى مطار البطين الخاص بأبوظبي ظهر السبت، على متن طائرة عسكرية تابعة للقوات الجوية والدفاع الجوي. وجرت على أرض المطار المراسم العسكرية الخاصة باستقبال جثمان الشهيد، حيث كان في الاستقبال عدد من كبار ضباط القوات المسلحة.

وكانت القيادة العامة للقوات المسلحة نعت صباح السبت، الشهيد الذي انتقل إلى جوار ربه، إثر تدهور آليته العسكرية خلال أدائه واجبه الوطني في عملية "إعادة الأمل"، ضمن التحالف العربي الذي تقوده المملكة العربية السعودية للوقوف مع الشرعية في اليمن.

واستبشرت عائلة الشهيد الملازم أول محمد راشد الظنحاني، بنبأ استشهاد ابنها البالغ من العمر (24) سنة قضى ست سنوات منها في القوات المسلحة، مشيرين إلى أن ابنها وشح العائلة بأوشحة الفخر والشجاعة والعزة وجعلها تنتمي إلى عائلات الشهداء الذين ينالون الكرامة عند بارئهم على صبرهم وقوة إيمانهم.

وذكر راشد علي الظنحاني، والد الشهيد، ابني رجل شجاع ومقاتل باسل لم يشأ أن يعود إلا شهيدًا مكرمًا عند ربه، فقد كان قدوة حسنة لعائلته، وشرفًا كنت أشير إليه بالبنان في كل المجالس، الآن أصبح شهيدًا فداء لتراب الوطن الغالي فلا خوف عليه بعد اليوم فهو بمنزلة الشهداء والصديقين.

وأشار إلى أن الدموع التي تهل من عينيه ما هي إلا دموع مودع لابنه صاحب السيرة العطرة التي يشهد عليها جميع أبناء منطقته، لافتًا إلى أن ابنه كان يصر على الالتحاق بموكب الشجعان البواسل فقام بالتسجيل في الكلية البحرية التي تخرج فيها برتبة ملازم أول، ما شجع شقيقه حمدان الذي ينتسب الآن إلى كلية الشرطة.

وتابع "لم يشأ ابني وحبيبي البطل محمد أن يجلس مكتوف الأيدي بعد أن نادى صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، إلى الذود عن أراضي الدولة الشقيقة جمهورية اليمن وحماية مستضعفيها وتخليصهم من أيدي الظالمين، ما جعله يلتحق بركب الأبطال، ولله الحمد نال ما كان يحلم به وكرمه الله بالشهادة".

وذكرت والدة الشهيد عائشة خميس حسن، "كان ابني الشهيد بين يدي منذ أقل من 10 أيام، لم أتوقع أن يكرمه الله بهذه المنزلة خلال فترة بسيطة من ذهابه، فرائحته الزكية لاتزال بين يدي وعلى ثيابي، وأصوات ضحكاته لم تمت في غرفته المخصصة له في المنزل".

وتابعت بنفس مؤمنة وراضية بقضاء الله وقدره "كان آخر اتصال من ابني الشهيد منذ يومين وشعرت من طريقة كلامه بأمر غريب وكأنه كان يودعني ويودع إخوته، شعرت بأنها المكالمة الأخيرة لكنني لم أتوقع أن يكون وداعه بهذه السرعة، فالوداع مؤلم فأنا أم وأودع قطعة من كبدي إلا أن القضية التي كان يدافع عنها ابني والمكرمة التي وهبها الله له هي السلوى التي تحتض فؤادي".

وأشارت إلى أنها بكامل استعدادها لأن تقدم جميع أبنائها فداء للوطن وترابه، وأن تجعل إخوته يقتدون به، ويكون مثالًا يضرب لأبناء منطقته، موضحة أن ابنها الشهيد هو البكر ويليه شقيقه حمدان (21 عامًا)، الذي ينتسب حاليًا إلى كلية الشرطة وسيحذو حذو شقيقه بإذن الله، وشقيقته إيمان (20 عامًا). وأكد جمعة الظنحاني، عم الشهيد، فخره واعتزازه بالمكانة التي نالها الشهيد فداء للوطن الغالي، مشيرًا إلى أن جميع إخوته سيسلكون نهجه لينالوا ما ناله شقيقهم من عزة وكرامة. من جانبها، قالت خالة الشهيد حمدة إن ابن اختها الشهيد اتصل بوالدته منذ أقل من 10 أيام، يخبرها وهو على عجله بأن تقوم بتجهيز حقيبة السفر التي سيذهب بها إلى جمهورية اليمن الشقيقة، وقامت والدته بتجهيز كل ما يلزمه، منوهة بأنه لم يتمكن من توديع جميع أسرته فقد كان على عجل من أمره، لكنه حين ودعته خالته قائلة له "إما النصر أو الشهادة"، فرد عليها وهو يتبسم "الشهادة أجمل بعد النصر".

وتابعت "توفيت خالته الأخرى منذ أسبوع وكان الشهيد يبعث التعازي والأدعية لها عبر برنامج الـ(واتس أب)، إلا أنه تبعها بعد أيام قليلة، رحمه الله، وجعل مكانته مكانة الصديقين والأنبياء".