القمة العالمية لمجتمع المعلومات

ترأست دولة الإمارات وجمهورية لاتفيا جلسات الأمم المتحدة لاستعراض و مراجعة نتائج القمة العالمية لمجتمع المعلومات بعد مرور/ 10 / سنوات.

واعتمدت نتائج المراجعة طموحات جديدة في مجال تطور تكنولوجيا المعلومات والاتصالات على المستوى العالمي والاتفاق على سبيل مشترك للمضي قدما نحو تحقيق مجتمع معلومات شامل وتنموي المنحى محوره الناس.

وقالت سعادة السفيرة لانا نسيبة مندوبة الدولة الدائمة لدى الأمم المتحدة - التي ترأست الاجتماعات بالشراكة مع السفير يانيس ماريكس المندوب الدائم للاتفيا - إن عملية المراجعة التي دامت ستة أشهر بمشاركة ممثلي عن/ 193/ دولة عضو في الأمم المتحدة ..فضلا عن أصحاب المصلحة غير الحكوميين وذلك من أجل تقييم التقدم المحرز في ميدان تطوير تكنولوجيا المعلومات والاتصالات منذ انعقاد القمتين العالميتين الأولى و الثانية لمجتمع المعلومات في خلال عامي 2003 و 2005 في جنيف و تونس إضافة إلى مواجهة التحديات الجديدة في هذا المجال.

وأضافت مندوبة الدولة - في بيانها أمام المشاركين في الاستعراض الدولي الهام - أن التعاون القوي مع مجتمع أصحاب المصلحة المتعددين منذ اعتماد جدول أعمال تونس عام 2005 أسهم في إثراء هذه العملية بقدر كبير.. منوهة بأن دولة الإمارات أدركت منذ وقت طويل إمكانات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات باعتبارها عاملا رئيسيا في تحقيق التنمية.

وقالت إن تجربتنا الوطنية تبين قدرة هذه التكنولوجيا في الابتكار والتحول الاقتصادي .. مذكرة بأنه يتعذر على العديد من الناس في العالم حتى الآن الوصول الى هذه الإمكانيات .

وأكدت أن السنوات العشر الماضية خلقت تحديات جديدة أمام قطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات ولا سيما في مجال إساءة استخدام الانترنت وبصورة متزايدة من قبل الجماعات المتطرفة والإرهابيين.

وأشارت إلى استخدام الشبكات المتطرفة - لمرات عدة - الانترنت لأغراض دعائية والتجنيد في صفوفها مما فسح المجال لوصولها السريع والواسع الى الفئات السكانية الضعيفة..وهو الأمر الذي شددت على ضرورة إيقافه.

ودعت المجتمع الدولي إلى ضرورة العمل في الإطار الجماعي لإيجاد السبل الكفيلة بذلك .. مضيفة أنه رغم استخدام المتطرفين والإرهابيين الإنترنت كوسيلة للتجنيد ونشر التطرف..إلا أن الانترنت بحد ذاته يمكن أن استخدامه كأداة قوية لمعالجة الأسباب الجذرية للتطرف.

وكانت سعادة السفيرة أدارت الجزء الرفيع المستوى المنعقد في بداية الاجتماع الذي استمر يومين وتناول خلاله قادة الفكر المشاركون من قطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات والمؤسسات الحكومية والمتعددة الأطراف ابتكارات هذه التكنولوجيا والأولويات الدولية للسنوات المقبلة.

من جانبه شكر رئيس الجمعية العامة موغنز ليكيتوفت في كلمته الافتتاحية مندوبي الإمارات ولاتفيا وهنأهما على قيادتهما القديرة طوال عملية المراجعة .. مؤكدا أن أعضاء الأمم المتحدة أثبتوا مجددا أنه من خلال المثابرة والالتزام والتوافق يمكنهم تحقيق التقدم وتنفيذ أهداف عظيمة.

بدورها أجمعت الوفود المشاركة في الاجتماع - الرفيع المستوى - على أهمية الوصول الى تكنولوجيا المعلومات والاتصالات من أجل تحقيق أهداف التنمية المستدامة التي تم اعتمادها مؤخرا والتي تضمنت التزاما عالميا بالقضاء على الفقر في سائر أرجاء العالم ومكافحة انعدام المساواة ومعالجة تغير المناخ بحلول عام 2030.

يذكر أنه - كجزء من عملية المشاورات الخاصة بالقمة العالمية لمجتمع المعلومات - سبق أن شاركت السفيرة نسيبة مع مندوب لاتفيا السفير يانيس مازيكس في الاجتماع السنوي لمنتدى إدارة الانترنت الذي عقد في البرازيل..وذلك بهدف الاستماع الى آراء أصحاب المصلحة غير الحكوميين مثل القطاع الخاص والمجتمع المدني والأوساط الأكاديمية.

وأفضى الاجتماع الرفيع المستوى للجمعية العامة الذي عقد على مدار اليومين الماضين - بحضور ممثل هيئة تنظيم قطاع الاتصالات في الدولة السيد سليمان بخش - الى اعتماد الدول الأعضاء وثيقة ختامية تتضمن التزامها بتسخير إمكانات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات من أجل التنمية المستدامة بجانب الدعوة الى اتخاذ تدابير فورية لتحقيق المساواة بين الجنسين في استخدام الانترنت بحلول عام 2020 والاتفاق على تعزيز التعاون في مجالي أمن الفضاء الإلكتروني وإدارة الانترنت.