وزير الخارجية الأميركي جون كيري

زار وزير الخارجية الأميركي جون كيري، الأراضي الفلسطينية أمس الثلاثاء، حيث استقبله الفلسطينيون والشكوك تراودهم، ونظموا تظاهرات احتجاجية على قدومه في عدد من المناطق، خصوصًا في مدينتي رام الله ونابلس، وأعلن أكثر من مسؤول فلسطيني أن ما عجز عنه كيري في الماضي لن يتمكن من تحقيقه في الحاضر.
وأعرب مسؤولون فلسطينيون عن عدم تفاؤلهم من خطوات اقترحها كيري لإعادة بناء الثقة بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، مشيرين إلى الحاجة إلى حل سياسي وليس تسهيلات حياتية.
وأوضح عضو اللجنة المركزية لحركة "فتح" الدكتور محمد اشتية، أن الرئيس محمود عباس طلب من كيري في لقائهما الأخير في نيويورك على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، توجيه أسئلة محددة إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو أهمها: "هل أنت مع حل الدولتين، وإذا كنت كذلك أين هي حدود الدولة الفلسطينية"، و "هل أنت مع تطبيق الاتفاقات الموقعة مع الفلسطينيين، وكيف ومتى".
وأضاف اشتية أن الرئيس عباس أبلغ كيري أن الجانب الفلسطيني فعل كل ما هو مطلوب منه من أجل عملية سياسية حقيقية ومثمرة، لكن الجانب الآخر فعل كل شيء من أجل إعاقة هذه العملية وإفشالها، وبالتالي فإن أي تحرك يجب أن يبدأ من الجانب الإسرائيلي وليس من الجانب الفلسطيني. وتابع أن الفلسطينيين أبلغوا كيري انه لا يمكنهم العودة إلى مفاوضات غير محددة المرجعيات، وفي ظل الاستيطان.
وقال الناطق باسم الرئاسة نبيل أبو ردينة: "المطلوب من كيري هو حمل أجوبة واضحة من رئيس الوزراء الاسرائيلي في شأن الدولة الفلسطينية"، مضيفًا أنَّ القيادة الفلسطينية ستجتمع في الأيام المقبلة، وستقرر الخطوات التالية في ضوء الأجوبة التي حملها كيري معه من الاحتلال الإسرائيلي.
ودانت حركة "حماس" تصريحات كيري التي اعتبر فيها الانتفاضة الفلسطينية "عملًا إرهابيًا"، معتبرة هذه التصريحات "دليلًا على سوء النيات الأميركية ودعمها المطلق للإرهاب الإسرائيلي ضد الفلسطينيين".
وذكر الناطق باسم الحركة سامي أبو زهري: "تؤكد حماس أن زيارة كيري غير مرحب بها، وتدعو السلطة إلى رفض هذه الزيارة لأنها تمثل إساءة لدماء الشهداء واستفزازًا لمشاعر شعبنا".
ودعت لجان التنسيق التي تضم الفصائل المختلفة في رام الله ونابلس إلى تظاهرات احتجاجية على زيارة كيري بسبب انحيازه لإسرائيل وفشله في الضغط عليها لوقف ممارساتها بحق الفلسطينيين، خصوصًا الاستيطان، طيلة السنوات الماضية. وقال بيان للقوى الوطنية والإسلامية إن لدى الشعب الفلسطيني شكوكًا بأن كيري قادم إلى الضغط على الفلسطينيين بهدف إنهاء "الهبة الشعبية".
وأفادت مصادر إسرائيلية وفلسطينية بأن كيري حمل اقتراحات لإنهاء الهبة الشعبية الفلسطينية عبر ما سماه "خطوات لإعادة بناء الثقة"، مضيفة أن الخطوات التي اقترحها كيري تتمثل في توسيع مساحة سيطرة السلطة الفلسطينية، خصوصًا في المناطق الريفية، وتخفيف القيود المفروضة على الاستثمار في هذه المناطق وعلى الحركة التجارية مع إسرائيل والخارج.
وقلل مسؤولون فلسطينيون من أهمية الخطوات التي اقترحها كيري، وقال مسؤول مقرب من الرئيس عباس: "المطلوب حلول سياسية وليس اقتصادية"، مضيفا: "أي خطوات لا تتضمن وقف الاستيطان وإطلاق الأسرى المعتقلين منذ ما قبل اتفاق اوسلو لن تكون خطوات بناء ثقة ولن تؤدي إلى أي وقف الهبة الشعبية".