برلين ـ جورج كرم
سعى وزير الخارجية الألماني زيغمار غابرييل، إلى إبرام اتفاق لوقف إطلاق النار في شرق أوكرانيا بين القوات الأوكرانية والانفصاليين الموالين لموسكو مع حلول منتصف شهر مارس (آذار) المقبل قبل الانتخابات الرئاسية في روسيا. وقال الوزير الألماني في بداية زيارته لأوكرانيا: "إذا لم يتم وضع جدول زمني طموح، سيستغرق ذلك مدة أطول نوعا ما".
وتابع قائلا، "لا يمكننا القيام بذلك بحيث يتحول خط الاتصال الحالي بين الانفصاليين وأوكرانيا إلى الحدود الجديدة". وقبل يوم من زيارته تعهد غابرييل بدعم الشعب الأوكراني، وقال: "لن نتخلى عنكم. بالنسبة لنا هذا النزاع لم يصبح قضية مجمدة أو منسية، بل لا يزال قضية راهنة وبالغة الخطورة"، مؤكدا أن بلاده "ستواصل بذل كافة الجهود لإيجاد حل لهذه الأزمة يحقق السلام في المنطقة".
وتدور معارك بين قوات الحكومة الأوكرانية والانفصاليين في شرق أوكرانيا منذ أكثر من ثلاثة أعوام ونصف. وبحسب تقديرات الأمم المتحدة، أسفر هذا النزاع عن مقتل أكثر من 10 آلاف شخص. ولدى وصوله إلى كييف أعرب غابرييل عن اعتقاده بأن وجود مهمة أممية في منطقة النزاع يعد الطريق الوحيد لضمان وقف إطلاق النار. وقال في بمدينة دنيبرو الأوكرانية إن المفاوضات مع روسيا بشأن الشروط تعد صعبة، واستدرك قائلا: "لكنني لا أرى بدائل؛ لأن وقف إطلاق النار لن يحدث من تلقاء نفسه".
وذكر غابرييل أن شرق أوكرانيا شهد العام الماضي أكثر الأشهر عنفا منذ إبرام اتفاقية مينسك، التي أبرمت عام 2015 بوساطة ألمانية، مضيفا أن إطلاق النار الكثيف لا يزال مستمرا كما لا يزال هناك الكثير من الأسلحة الثقيلة في المنطقة. ووصف غابرييل تبادل المئات من الأسرى قبيل انتهاء العام الماضي والاتفاق على وقف إطلاق النار خلال عيد الميلاد (الكريسماس) بأنهما إشارتان للأمل، مضيفا أنه يتعين الاستمرار على هذا النهج.
يذكر أن غابرييل ونظيره الأوكراني بافيل كليمكين اضطرا لإلغاء زيارة كان مخططا لها في خط الاتصال بمنطقة النزاع شرقي أوكرانيا نظرا لشدة كثافة الضباب، وقال غابرييل إنهما يعتزمان إيجاد فرصة أخرى لزيارة المنطقة خلال 14 يوما إن أمكن. وكان يعتزم غابرييل لقاء أعضاء من مهمة الرقابة التابعة لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا في شرق أوكرانيا.
وكان الوزيران قد التقيا الأربعاء لإجراء مباحثات، كما أنهما استغلا رحلتيهما الجويتين المشتركتين أمس الخميس وفترة الانتظار في دنيبرو لإجراء محادثات فيما بينهما - باللغة الألمانية، لأن وزير الخارجية الأوكراني كان سفيرا في برلين ويتحدث الألمانية بطلاقة. وشدد غابرييل على طلبه بوجود مهمة حفظ سلام ثابتة للأمم المتحدة يمكن من خلالها تنفيذ سحب الأسلحة الثقيلة في المنطقة بأكملها.
وكان قد اقترح غابرييل خلال انعقاد مؤتمر الأمن في ميونيخ في منتصف شهر فبراير (شباط) الماضي عقد اجتماع في إطار نورماندي الذي تجتمع فيه ألمانيا وفرنسا وأوكرانيا وروسيا. وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اقترح بنفسه إرسال قوات حفظ سلام من الأمم المتحدة لمنطقة النزاع شرقي أوكرانيا. ولكن لا تزال هناك اختلافات كبيرة فيما يتعلق بإمكانية تفويض الأمم المتحدة للقيام بمهمة. وقال غابرييل من المؤكد تماما أن الشروط التي بموجبها تكون روسيا مستعدة للقيام بمثل هذه المهمة الأممية ليست كافية.