الشيخ خليفة بن زايد

أكّد الرئيس الإماراتي، الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، أن مسيرة الدولة وتوجهاتها المستقبلية نحو ضمان الحفاظ على البيئة واستدامة مواردها الطبيعية، تأتي إمتدادًا لإرث أجدادنا وآبائنا الذين تعاملوا مع هذه الموارد بحكمة بالغة وفي مقدمتهم القائد المؤسس - رجل البيئة والإنماء المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان - الذي وجهنا بأن نأخذ من بيئتنا قدر حاجتنا وأن نحافظ على توازنها ونترك فيها ما تجد فيه الأجيال المقبلة مصدرا للخير ونبعا للعطاء.

وأضاف الشيخ خليفة بن زايد، في كلمته بمناسبة "يوم البيئة الوطني الواحد والعشرين" الذي يصادف اليوم الأحد، الرابع من فبراير/شباط، أنّه "نحتفي للعام الواحد والعشرين على التوالي بيوم البيئة الوطني الذي يعد مناسبة مهمة نجدد من خلالها حكومة وشعبا التزامنا الوطني والأخلاقي بالمحافظة على مواردنا الطبيعية وتنميتها ونستعرض ما حققناه من إنجازات في السنوات الماضية ونؤكد عزمنا بذل المزيد من العمل والجهد لتعزيزها وتطويرها من أجل تحقيق أهداف التنمية المستدامة وفق رؤية الإمارات 2021 وضمان بيئة نظيفة وآمنة تساهم في توفير الرخاء والسعادة لنا جميعا ولأجيالنا المقبلة"، وقال إن "احتفاءنا هذا العام بيوم البيئة الوطني يتزامن مع "عام زايد" الوالد المؤسس " طيب الله ثراه" ورجل البيئة الأول الذي حرص منذ تأسيس الدولة على غرس ثقافة وسلوك حماية البيئة والموارد الطبيعية في نفوس وعقول أبنائنا، تحسين الأنماط الاستهلاكية والاستفادة من موارد المياه والطاقة والغذاء الثمينة التي حبانا الله بها بشكل سليم والحفاظ على استدامتها لتنعم بها أجيالنا المقبلة هي باب هام من أبواب الخير وواجب وطني".

وأوضح أنّه "لا يزال أمامنا مستقبل حافل بالعمل و كلنا أمل في أن نتوج جهودنا بتغييرات كبيرة وجوهرية ليس فقط في مستوى وعي أفراد المجتمع بل وفي أنماط استهلاكهم للموارد.. ونتطلع لأن يصل المجتمع بكل فئاته وأفراده إلى قناعة راسخة بأن الاستهلاك المسؤول والرشيد لا يتعارض إطلاقا مع الرفاه الاقتصادي والاجتماعي الذي حققناه بل هو وسيلة تمكننا من انتهاج أسلوب حياة مستدام والاستمرار في تعزيزه وأن الاستهلاك المفرط للموارد أيا كان نوعها هو هدر صريح لحق أبنائنا وأحفادنا في الاستفادة من هذه الموارد"، مؤكّدًا على أنّ الدولة بذلت في السنوات السابقة جهودا كبيرة من أجل المحافظة على مواردها في البر والبحر، لقد أصدرنا العديد من التشريعات التي تضمن سلامة هذه الموارد واستدامتها واعتمدنا العديد من الاستراتيجيات الوطنية الطموحة لتحويل اقتصادنا الوطني إلى اقتصاد أخضر يولي البيئة والحفاظ على مواردها اهتماما كبيرا، وعملنا على تطوير قطاع المياه للمحافظة على المخزون الجوفي وقطاع الزراعة من خلال تشجيع ودعم المزارعين على اتباع الأنماط الزراعية الحديثة والمناسبة للبيئة والمناخ وحرصنا على إقامة المزيد من المحميات الطبيعية وتأسيس برامج لحماية الأنواع المهددة بالانقراض داخل الإمارات وخارجها ووجهنا باتخاذ التدابير اللازمة كافة للمحافظة على الثروة السمكية والحيوانية" .

وأفاد بأنّه "سنستمر بإذن الله في بذل المزيد من الجهود في هذا الاتجاه للمحافظة على إرثنا الحضاري ومكانتنا الدولية مستعينين في ذلك بخبرات شبابنا في توظيف أحدث التقنيات والنظم وتطبيق أفضل الممارسات التي نقوم بتطويرها من خلال استراتيجياتنا الوطنية خصوصا في مجال الابتكار واستشراف المستقبل"، وجدد الدعوة إلى المؤسسات الحكومية لبذل المزيد من الجهد من أجل استكمال الأطر التشريعية والمؤسسية وتنفيذ البرامج التي تحقق الأهداف الوطنية وترفع مستوى وعي أفراد المجتمع خاصة طلاب المدارس والجامعات بمسؤولياتهم وأدوارهم الوطنية والبيئية والإنسانية، ودعا الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، القطاع الخاص إلى القيام بدوره المأمول في تحمل مسؤولياته المجتمعية والبيئية وكذلك أفراد المجتمع كافة عبر اتباع السلوك السليم تجاه البيئة وتبني أنماط استهلاكية رشيدة لمواردها بما يضمن استمرارها