قبل سنة من اليوم أصيب العالم بصدمة مؤلمة حين اكتشف المصير المأساوي للشابة أمينة الفيلالي. فتاة في 16 من العمر تجرعت سم الجرذان في قريتها الصغيرة في شمال المغرب تخلصا من حملها الكبير. فالفتاة التي وقعت أسيرة اليأس كانت أجبرت قبل أسابيع قليلة من انتحارها على الزواج من مغتصبها. وهذا الزواج ببساطة تنص عليه المادة 475 من قانون العقوبات في المغرب التي تسقط كل التهم والملاحقات عن المغتصب إذا قبل الزواج من المرأة التي اغتصبها  مأساة أمينة سببت صدمة عميقة للرأي العام المغربي. المخرج الشاب نادر بوخموش الذي يدرس السينما في الولايات المتحدة والذي تأثر بشدة بمصيبة أمينة قرر العودة إلى مأساة الفتاة عبر فيلم عنوانه "475: حين يتحول الزواج إلى عقاب". يقول المخرج الشاب، 22 سنة، لفرانس 24 "لم أكن أعلم بوجود هذا القانون في المغرب، ورغم التزامي بقضايا حقوق الإنسان والديمقراطية لم أفكر مرة واحدة بحقوق المرأة في المغرب. أمينة الفيلالي كانت صدمة بالنسبة لي". ومن دون طلب ترخيص عاد نادر إلى المغرب مع كاميراته الصغيرة ليفهم جذور هذه المأساة. ويقول نادر خلال التصوير اكتشفنا أن القصة تختلف عن تلك التي نقلتها محطات التلفزة الأجنبية. ويضيف أردنا أن نظهر أيضا أن المغرب لا يتألف فقط من نساء ضحايا ومن مغتصبين رجال. وبدل أن يركز المخرج الشاب نشاطه على قانون العقوبات كما فعلت محطات التلفزة العالمية قرر أن يحاول رسم لوحة أعمق للمجتمع المغربي "المادة 475 ليست أصل المشكلة، المشكلة ناتجة عن النظام الأبوي". وقد اكتشف فريق الفيلم حين زار قرية الضحية بأن الفتاة المسكينة لم تفعل شيئا غير الخضوع لرأي ذويها "أرادوا تزويجها فقط لإنقاذ شرفهم، في حين أظهرهم الإعلام كضحايا يبكون ابنتهم وينتقدون القانون، وهذا غير صحيح". والأخطر أن مخرج الفيلم اكتشف أن والد أمينة اعتدى جنسيا على فتاة اضطر لاتخاذها زوجة ثانية لإخفاء فعلته ويعلق المخرج الشاب "حالتا اغتصاب في عائلة واحدة، وبنكيران يتحدث عن 550 حالة فقط في مختلف أنحاء البلاد، فمن يصدق هذا الكلام"وللتعريف بوضع المرأة في المغرب قرر نادر بوخموش عرض فيلمه مجانا على الإنترنت وتنظيم عروض عبر جمعيات في بقاع مختلفة من العالم. السينما بالنسبة لهذا المخرج الشاب حركة نضالية وشكل من" العصيان المدني". ويقول المخرج أن هدفه ليس تغيير القانون إنما تغيير العقليات "الخطوة الأولى للتحرر من النظام البطريركي هي معرفته لتعليم الأجيال المقبلة كم هو سيء، ومن الصعب على السلطات وعلى أغلبية مواطني المغرب التخلص منه لأنه نقل إلينا عبر عائلاتنا".