قوَّةُ الساقين ترتبط بصحَّة الدِّماغ

بيَّنت دِراسةٌ حديثةٌ أنَّ السِّيقانَ القويَّة تُساعِدُ الدِّماغَ على مُقاومة تأثيرات الشيخُوخة، حيث رصد الباحِثون حالات 324 زوجاً من التوائِم الإناث خلال فترة 10 سنوات، ووجدوا ارتِباطاً بينَ قُوَّة السَّاق والقُدرة المعرِفيَّة التي تُقيَّم من خِلال اختبارات الذَّاكِرة وتصوير الدِّماغ.

تراوَحت أعمارُ التوائِم بين 43 إلى 73 عاماً، واختبر الباحِثون لياقتهنَّ البدنيَّة باستِخدام أداةٍ رياضيَّة تُشبِه درَّاجةَ التمارين، بهدفِ تحديد القوَّة في عضلاتٍ سيقانهنَّ. 
كما خضعت المُشارِكات أيضاً إلى اختِباراتٍ للذَّاكِرة، وقدَّمن معلوماتٍ حول مُستويات النَّشاط البدنيّ الاعتيادي لديهنَّ، وحول صحَّتهن في وقت الدِّراسة وعوامِل أسلوب الحياة.

بعدَ مرور 10 سنوات، خضعت المُشارِكاتُ إلى مجموعةٍ أخرى من اختِبارات الذَّاكِرة، وخضع بعضهنَّ إلى تصوير الدِّماغ بالرَّنين المغناطيسيّ بهدف التحرِّي عن التغيُّرات في بُنية الدِّماغ والتي تترافق مع التراجُع في قُدراته.
وجدَ الباحِثون أنَّ النِّساءَ، اللواتي كانت سيقانهنَّ أقوى، ظهرت لديهنَّ تغيُّرات قليلة تتعلَّق بالتقدُّم في العُمر في وظائف وبُنية الدِّماغ من بعد مرور 10 سنوات، وذلك بعد أن أخذوا في اعتِبارهم العُمرَ وأسلوب الحياة وغيرهما من عوامِل الخطر.
تبدو هذه النتائجُ لافِتةً للنظر، لكن لا يُمكن القول بكل تأكيد إنَّ القوَّة البدنيَّة الأقلّ تُسبِّبُ تراجعاً في قُدرات الدِّماغ أو العكس صحيح؛ فالنِّساءُ اللواتي يتمتَّعنَ بأدمِغةٍ أكثر نشاطاً قد يكُنَّ أكثرَ ميلاً لمُمارَسة النَّشاط البدنيّ.
بمعنى آخر، تُقدِّمُ الدِّراسةُ دليلاً جديداً على المنافِع العديدة التي يحصل عليها الإنسان من خِلال النَّشاط البدنيّ، خصوصاً النِّساء المُتقدِّمات في السنّ اللواتي يتعرَّضن إلى ضعف العِظام بسبب تأثيرات سنّ اليأس.