فقدانُ حاسَّة الشمِّ

ترى دراسةٌ جديدة أنَّ فقدانَ حاسَّة الشَّمِّ قد يكون مؤشِّراً على بدء مشاكل الذاكرة، وربَّما داء ألزهايمر.

وجدَ الباحِثون أنَّ كبارَ السنِّ، الذين أبدوا أسوأَ نتائج في اختبارات الشمِّ، كانوا أكثرَ عرضةً لبدء مشاكل الذاكرة الخفيفة لديهم بأكثر من الضعفين؛ وإذا كانت مشاكلُ الذاكرة هذه قد بدأت فعلاً، فمن الأرجح أنَّها ستزيد وتبلغ حدَّ الإصابة بداء ألزهايمر الكامل، مثلما قالت المعدَّةُ الرئيسة للدراسة روزبود روبرتس، وهي أستاذةُ الأمراض العصبيَّة في مايوكلينيك بروشستر.
قالت روبرتس: "تشير النتائجُ إلى أنَّ إجراءَ اختبار الشمِّ قد يساعد على تحديد كبار السنِّ الأصحَّاء ذهنياً الذين من الأرجح أن يُصابوا بمشاكل الذاكرة، أو تترقَّى هذه المشاكل لديهم إذا كانت موجودةً إلى داء ألزهايمر".
"يحتاج الأطبَّاءُ إلى معرفة أنَّ ذلك قد يكون أداةَ تحرٍّ محتملةً يمكن استخدامُها في العيادة".

لكنَّ روبرتس حذَّرت من أنَّ النتائجَ لا تنطبق على الأشخاص الذين يجدون صُعوبةً مع الشمِّ بسبب مشاكل تنفُّسية مزمنة.
افترضت روبرتس أنَّه، مع بدء الخرف أو ترقِّيه، تبدأ أجزاءُ الدماغ التي تميِّز الروائحَ بالتراجع.

في هذه الدراسة، قامت روبرتس وزملاؤها بجمع المعلومات حولَ أكثر من 1400 بالغ طبيعي بعمر 79 سنة وسطياً.

وبعدَ نحو 3.5 سنة من المتابعة، أُصيبَ 250 شخصاً بمشاكل في الذاكرة (اضطراب معرفي خفيف mild cognitive impairment). كما أُصِيبَ 64 من بين 221 شخصاً لديهم أخطر مشاكل الذاكرة بالخرف، مثلما أظهرت النتائج.
اشتملَ اختبارُ الشمِّ على ستِّ روائح متعلِّقة بالطعام وستَّاً غير متعلِّقة بالطعام (الموز، الشُّوكولاته، القرفة، البنزين، الليمون، البصل، مذيب الدهان، الأناناس، الورد، الصابون، الدخان، التِّربنتِين).
قالت روبرتس: إذا زاد عدمُ القدرة على تحديد الروائح، يزيد احتمالُ حدوث اضطرابات الذاكرة وداء ألزهايمر.

ولكنَّ الارتباطَ المشاهَدَ في الدراسة لا يثبت علاقةَ سبب وتأثير؛ حيث لم يكن هناك رابطٌ بين نقص حاسَّة الشمِّ ومشاكل التفكير الأخرى المصاحبة للاضطراب المعرفي الخَفيف.