المناطق الدماغية

تُشِير دراسةٌ جديدة إلى أنَّ استجاباتِ خَوفٍ مُعزَّزة أو زائدة تحدث في بعض مناطق الدماغ لدى المصابين باضطراب ما بعد الصدمة post-traumatic stress disorder (PTSD).

اشتمل البحثُ على 67 من قُدامى المحاربين الأمريكيين الذين خدموا في العراق أو أفغانستان بعدَ 11 أيلول 2001؛ وقد شاركوا جميعاً في أحداثٍ صادمة، وشُخِّص اضطرابُ ما بعد الصدمة لدى 32 منهم.
خضع المحاربون القُدامى لسلسلةٍ من الاختبارات، وأُجرِيَت لهم صورٌ دماغيَّة بالرنين المغناطيسي خلال تلك الاختبارات؛ فأظهرت هذه الاختباراتُ أنَّ المحاربين القُدامى المصابين باضطراب ما بعد الصدمة أبدوا تعزيزاً للنشاط في بعض مناطق الدماغ عندما رأوا صوراً تكاد تشبه الحدثَ الذي أَثارَ لديهم الاضطراب.
رأى الباحثون - على سبيل المثال - نشاطاً زائداً في منطقة تُدعى القشرةَ البصريَّة visual cortex؛ وهذا أمرٌ مهمّ لأنَّ هذه الناحيةَ - فضلاً عن العمليَّات البصريَّة - تقوم بتقييم المخاطر أيضاً، مثلما قال الدكتور راجندرا موراي، وهو أستاذٌ مشارك في قسم الطبِّ النفسي والعلوم السلوكية بجامعة ديوك.
وهناك منطقةٌ أخرى أظهرت نشاطاً أيضاً في المصابين باضطراب ما بعد الصدمة، وهي ناحيةٌ تؤدِّي إلى إطلاق هرمون الأدرينالين استجابةً للشدَّة أو المخاطر الكبيرة.
قد تقود هذه النتائجُ إلى طرقٍ جديدة في معالجة اضطراب ما بعدَ الصدمة.

نحن نعلم أنَّ المصابين باضطراب ما بعد الصدمة يميلون إلى تعميم خوفهم استجابةً لتلميحات بالكاد تشبه الشيءَ المخيف، لكنَّها مختلفةٌ عنه.
وتؤدِّي عمليةُ الانتشار أو التعميم هذه إلى زيادة الأعراض مع الوقت، وذلك مع تكاثر المحرِّضات أو المثيرات الجديدة التي يواجهها المريض. وقد استطاعت دراستُنا أن ترصدَ ذلك في الدماغ، محدِّدةً المناطقَ الدماغيَّة التي تشترك مع هذه التغيُّرات السلوكية.
قال موراي: لا تزال المعالجاتُ الراهنة لحالة الخوف تَستعمِل التلميحات نفسَها لتحريض الصدمة الأوَّلية؛ ولكن "هذه المعالجةَ يمكن تعزيزُها بتضمين تلميحات شبيهة بتلك التي كانت في الصدمة الأصليَّة، ولكنَّها ليس مطابقةً لها".