الخليل - صوت الإمارات
ظلت هيئة الهلال الأحمر الإماراتي منذ أكثر من 15 عاما تقوم سنويا بتحمل الجزء الأكبر من تكلفة نشاط تكية الحرم الإبراهيمي في الخليل لإطعام الفقراء والمحتاجين وهم اكثر الناس حاجة في المدينة المقدسة، وتطعم التكية نحو 400 الى 700 فقير في اليوم الواحد خارج شهر رمضان المبارك في حين يشتد الطلب على طعام التكية في شهر الصوم حيث يصل عدد الذين يوزع عليهم طعام الافطار إلى نحو 700 عائلة أي ما يقارب ثلاثة آلاف و500 شخص.
وأكد الشيخ اسماعيل أبوحلاوة مدير أوقاف الخليل إن هيئة الهلال الاحمر الاماراتي تقدم مشكورة تكاليف إطعام الفقراء منذ مطلع شهر رمضان وقد بدأت التكية في الرابع من شهر رمضان بإعداد الطعام لنحو 3 آلاف شخص على نفقة هيئة الهلال الاحمر الاماراتي.
وذكر أبوحلاوة أن التكية تقدم الوجبات إلى الفقراء على مدار العام ولا تغلق أبوابها سوى ايام العيد وهي بذلك تتبع سنة ابو الانبياء ابراهيم الخليل بضرورة اطعام الفقراء على مدار العام الامر الذي اطلق على المدينةالخليل لا يبيت فيها جائع.
وأوضح أن القمح المجروش يقدم الى الفقراء ما عدا يومي الاثنين والخميس حيث يقدم لهم اللحم والدجاج والشوربة في حين يوزع اللحم والدجاج في شهر رمضان طوال الشهر، وتقوم التكية باعمال جليلة وكبيرة خاصة في ظل الظروف التي تمر بها وهي تعمل على مدار العام دون توقف ويرتادها الفقراء لاخذ الوجبات الغذائية الساخنة لهم ولأسرهم يوميًا وفي رمضان تقوم التكية بمضاعفة الجهود لإعداد الوجبات بكميات كبيرة.
وأشار إلى أن وجود التكية بالقرب من الحرم الابراهيمي الشريف يعمل على ثبات السكان ودعم صمودهم حيث يتعرض الاهالي لمضايقات كثيرة في الوصول الى المسجد الابراهيمي.
واستعرض رئيس قسم التكية عمار الخطيب المضايقات التي يتعرض لها فيقول ان سلطات الاحتلال تزيل المظلات التي توضع لحماية الزوار والوافدين والاطفال من أشعة الشمس كما يمنع الوافدون من الوصول إلى التكية مما يضطرهم الى الانتظار ساعات طويلة للوصول إليها.. وطالب الخطيب فاعلي الخير بدعم التكية وتقديم الوجبات لكي تستمر في تقديم خدماتها ودعم صمود الاهالي في البلدة القديمة.
وعن أصل التكية تشير المصادر والمراجع التاريخية إلى أن التكية انشئت من نحو الف عام في عهد الفاطميين بعد أن دمرت تكية أبو الانبياء سيدنا ابراهيم الخليل على مر الزمن..وقد طور السلطان قلاوون عام 1279 ميلادية التكية وتكونت انذاك من مطبخ ومستودعات الحبوب والمواد الغذائية والفرن..
وقد رصدت الاموال والمخصصات السنوية اللازمة لاستمرار عمل التكية فاوقف الملوك والسلاطين والامراء وقائدو الجيوش ريع وخراج العديد من المدن والقرى والعقارات الكثيرة للمسجد الشريف والتكية وحررت هذه الوقوف وحفظت في صندوق العمل الموجود حتى الآن في مقام سيدنا يوسف عليه السلام..
وكان ريع هذه الوقوف يصل من مصادر متعددة من مصر والشام الأردن ومن انحاء فلسطين..
والاصل فيها ان سيدنا ابراهيم الخليل كان عندما يصنع الطعام يكون الناس في منازلهم وعندما يقصد اطعامهم يدق لهم طبلا ليعلموا انه قد هيأ لهم الطعام فصار هذا الامر سنة من بعده.
وقد تحدث عن التكية العديد من السياح والرحالة وأزيلت التكية عام 1964 ضمن مشروع ازالة الابنية من حول الحرم الابراهيمي ونقلت الى مكان مؤقت بجانب بركة السلطان في المدينة وفي بداية عام 1983 انشأت الاوقاف مبنى التكية وتم تجهيزها بكل أدوات الطبخ.