واشنطن ـ رولا عيسى
يخطط الكثير من الناس مع تقدم عقارب الساعة إلى الأمام، واقتراب حلول فصل الصيف، لقضاء العطلة في بلدانهم أو السفر إلى أماكن بعيدة للهروب الحقيقي من روتين الحياة اليومية.
ويستغرق هذا السفر ساعات طويلة، على مسافات شاسعة، وبالرغم من مميزاته الكثيرة، إلا أنه قد يتسبب في اضطرابات جسدية خطيرة أشهرها ما يعرف باسم "اضطراب الرحلات الجوية الطويلة"، وهو حالة فسيولوجية تحدث نتيجة للتعديلات الطارئة على الساعة البيولوجية.
ويقدم الأطباء مجموعة من أهم النصائح التي من شأنها أن تقلل من أعراض اضطراب الرحلات الجوية الطويلة، كما تساعد أيضًا على الوقاية والشفاء منها، حيث تتضمن النصائح تدابير خاصة بالتخطيط للاستعداد للرحلة، والتعرض لضوء الشمس، والحفاظ على نسبة جيدة من الماء داخل الجسم مع تناول المشروبات المناسبة.
ويعرض الأطباء سلسلة من الخطوات للاستعداد للسفر عبر مسافات طويلة من خلال تقليل الاضطرابات المحتملة وأبرزها الإرهاق والصداع النصفي والارتباك و قلة النوم وقصور في الحركة وتغير ضغط الهواء الذي يتسبب في الجفاف.
وأولى هذه التدابير: زيادة عدد ساعات النوم قبل السفر بأيام عدة حتى يستعد الجسم للتوقيت الزمني الجديد، وذلك من خلال زيادة قدرها من 30 إلى 60 دقيقة في عدد ساعات النوم الذي سيقلل من قدر التغيير الذي ستحتاجه ساعة الشخص البيولوجية للتغيير عند وصوله إلى منطقة زمنية جديدة.
وثانيًا: من المهم السفر ليلًا؛ لأنه يعد أفضل طريقة، لتكرار جدول الزمني اليومي الخاص بساعات النوم، وثالثًا: من المهم حزم الحقائب في وقت مبكر لتجنب الضغوط النفسية والقلق، ورابعًا: ضرورة الحفاظ على نسبة معينة من الماء في الجسم مع تجنب المشروبات الكحولية أو المليئة بالكافيين.
وخامسًا: ضرورة تجديد الدورات الدموية في الجسم عن طريق السير عبر ممرات الطائرة، وممارسة تمارين التمدد التي ستملؤك بالطاقة والحيوية، وسادسًا: ضرورة التعرض لأشعة الشمس أثناء الرحلة لأنه يساعد على إعادة ضبط الساعة البيولوجية في الجسم ، وسابعًا: ضرورة المحاولة للحفاظ على عدد ساعات النوم الطبيعية الكافية، ومن المهم البقاء مستيقظًا حتى ميعاد النوم المحدد من دون أخذ القيلولة.
وتعد هذه التدابير مهمة للاستعداد قبل السفر لاستكشاف بلاد أجنبية جديدة، حيث أشعة الشمس والبحر والرمال، واكتشاف المزيد من التفاصيل الغامضة والغريبة، ومن المشاكل الشائعة التي يواجهها البعض، هو عدم الاستعداد بما يكفي لمواجهة اضطراب الرحلات الجوية الطويلة.
وستكون المشكلة، حسب الأطباء، أكبر إذا بدأت الرحلة السياحية، في اليوم الذي تصل فيه إلى المنطقة الزمنية الجديدة، وبالتالي فإنَّ عدم وجود خطة لمكافحة اضطراب الرحلات الجوية الطويلة ستعطل كل أفكارك مبكرًا، وستقضي وقتك في الشفاء وفي فترة نقاهة؛ لأنَّ السفر في جميع أنحاء العالم والهبوط في مناطق زمنية مختلفة، يمكن أن يغير مدار الساعة الطبيعية في الجسم الذي يعاني في التعامل مع التغيير في نمطها.