دبي ـ جمال أبو سمرا
شهدت الدورة الثانية من منتدى الشرق الأوسط لمرض بطانة الرحم المهاجرة الذي عقد في دبي أخيرًا، مناقشة القضايا الصحية، وخصوصًا مرض بطانة الرحم المهاجرة، وما يسببه من مضاعفات مثل: العقم، والآلام المزمنة في منطقة الحوض التي تؤثر على المرأة في ريعان شبابها، فضلًا عن تأثيره في حياتها العملية وعلاقاتها الشخصية.
كما سلط المنتدى الضوء على فوائد استخدام المرأة لوسائل تنظيم الأسرة الفموية والنتائج الإيجابية الملحوظة لذلك.
ويعد مرض بطانة الرحم المهاجرة من الأمراض المزمنة، ويحدث فيه اكتشاف أنسجة مشابهة لبطانة رحم المرأة على أعضاء مثل المبايض وأعضاء ثانية في حوض المرأة، وبعد استقراره خارج الرحم، يبدأ نسيج بطانة الرحم في التفاعل مع المستويات المتغيرة للهرمونات في جسم المرأة أثناء فترة دورتها الشهرية، ما يؤدي إلى نموه، ويمكن أن يتسبب ذلك في حدوث التهابات أو تكون نسيجًا ندبيًا، ما يؤدي إلى الشعور بالألم.
وأوضحت استشارية طب النساء والتوليد وأمينة السر لمجموعة الإمارات لمرض البطانة المهاجرة الدكتورة نجلاء رزق: "نهدف إلى توعية النساء في الإمارات حول أعراض بطانة الرحم المهاجرة؛ للسماح لهن بالحصول على الرعاية الطبية اللازمة لتفادي مضاعفاته، ونتمنى أيضًا نشر الوعي حول فوائد وسائل تنظيم الأسرة الفموية عندما تؤخذ تحت الإشراف الطبي للتخفيف من حدة بعض المشاكل التي تواجه المرأة، والسماح لهن بعيش حياة منتجة صحية".
وأبرزت رزق، أنّ عدد المصابات في الإمارات ببطانة الرحم المهاجرة بلغ أكثر من 100 ألف امرأة، وأن نسبة تتراوح بين 30 إلى 50% من المصابات بهذا المرض يتعرضن لدرجة ما من العقم، مرض مزمن ويتم فيه اكتشاف أنسجة مشابهة لبطانة رحم المرأة في أعضاء مثل المبايض وأعضاء ثانية في حوض المرأة.
وأشارت إلى وجود عوامل تنذر بالإصابة بذلك المرض المزمن، من بينها وجود تاريخ للإصابة به في العائلة، والبداية المبكرة والتدفق الشديد للدورة الشهرية، غير أنه لوحظ من خلال بعض الأبحاث التي أجريت أخيرًا أنّ هناك احتمالات أكبر في التخفيف من أعراض بطانة الرحم المهاجرة لدى النساء اللاتي يستخدمن وسائل تنظيم الأسرة الفموية والنساء ذوات الوزن الخفيف.
ونبهت إلى أهمية استخدام المرأة وسائل منع الحمل الفموية للفوائد الصحية الكبيرة مثل الحد من حدوث التهاب البوق "سالبينغيستيس" أي التهابات قنوات فالوب، والحد من التغيرات الحميدة في الثدي، وتقليل الأكياس الوظيفية على المبايض، والحد من الأورام الحميدة على المبايض، والتقليل من احتمالات الأورام الليفية الرحمية وحالات التهاب المفاصل الروماتويدي.
ومن جهته بيّن نائب رئيس شعبة أمراض النساء في قسم النساء والتوليد في مستشفى "أوتاوا" الدكتور سوني سنغ من كندا: أن "من بين الأعراض الشائعة لمرض بطانة الرحم المهاجرة الشعور بآلام أثناء الدورة الشهرية وقبلها، وأيضًا خلال النشاط الجنسي، ونحن عادة ما نلاحظ أن تشخيص المرض لا يحدث إلا عندما تواجه المرأة مشاكل في الحمل".
وأضاف سنغ، أنّ العلاج المطول له تأثير سلبي في صحة المرأة وقدرتها على الحمل، ولذلك ننصح النساء بشدة أن يتعرفن إلى الأعراض ويطلبن الرعاية الطبية إذا عانين آلامًا مزمنة في منطقة الحوض.
ونصح النساء باستشارة الطبيب للتعرف إلى الخيار العلاجي المناسب الذي يحقق أفضل فائدة لهن، وعادة ما يشار إلى الأدوية التي تحتوي على هرموني الإستروجين والبروجستين التي تعرف أيضًا "بالحبة المجمعة" باعتبارها إحدى أفضل الطرق لمنع حالات الحمل غير المقصود، ما يقلل من معدل وفيات الأمهات.
وتحدث رئيس قسم الجينات السريرية في كلية "فاينبرغ" للطب في جامعة "نورث ويسترن" في شيكاغو الدكتور لي شولمان في الموضوع نفسه، وذكر: "نلاحظ عادةً ميلًا عامًا للتركيز على عوامل الخطر المرتبطة بالحبوب الفموية، من دون معرفة كافية بخلفية الأمر وبوعي قليل لهذه الفوائد، ولا تقتصر جهودنا المتواصلة على توعية النساء بالفوائد بحسب احتياجاتهن الصحية؛ بل تمتد أيضًا لزيادة وعيهن بالمضاعفات بعيدة الأمد التي يمكن تجنبها".
وتابع أنّ هناك عدد من الفوائد لوسائل تنظيم الأسرة التي أظهرتها نتائج مخبريها لأبحاث علمية حديثة، ومنها تقليل نسبة الإصابة من سرطان بطانة الرحم، والمبيض وسرطان القولون والمستقيم، وتتضمن الفوائد غير المتعلقة بتنظيم الأسرة كل من السيطرة على حب الشباب، والأمراض المعتمدة على هرمون الأندروغين، وأعراض الاضطراب المزعج السابق للحيض "بي إ مدي دي"ونزف الحيض الشديد، وآلام مرض بطانة الرحم المهاجرة.